[رجوع المعتزلة إلى الزيدية في العدل والتوحيد]
  فالصحيح أن الرافضة(١) هم الذين رفضوا زيد بن علي #(٢)، وستجد ما يدل عليه إن شاء الله تعالى، ولسنا نمنع الفقيه من التسمية، وإنما حكينا له أصلها ومبتدأها، وسائر ما ذكر بعد ذلك فقد اندرج الكلام عليه فيما قدمنا.
  وأما قوله: «ومن علمائنا من ناظرهم على ذلك مع إقراره بصحة القول بأنواع الاعتبار، فقال: الذي يدل إجماع سائر فرق الأمة بل إجماع سائر الأديان على أنهم القدرية، ولهذا لو سألت سنياً أو رافضياً أو يهودياً أو نصرانياً أو مجوسياً أو أي أهل ملة أشرت إليها: من القدرية؟ ما أشارت إلا إلى المعتزلة(٣)، ولما رجعوا بالإشارة إلى الرافضة، ولا إلى الأباضية، ولا إلى الإسماعيلية، ولا إلى اليهود، ولا إلى النصارى، ولا إلى أحد سواهم، فثبت ما قلناه».
[رجوع المعتزلة إلى الزيدية في العدل والتوحيد]
  فالجواب: أن قوله: «ومن علمائنا من ناظرهم»، ثم حكى حجته مثل حجة الساكت سواء؛ فالعجب كيف تكون حجة على مناظرتهم، وحجة على ترك مناظرتهم، وهو ما زعم أن جميع الأمة بل جميع الفرق عرفوا أن القدرية هم المعتزلة، على أنه ادعى أنا معتزلة، ونحن نقول: إن المعتزلة ترجع إلى رأينا في العدل والتوحيد، وصدق الوعد والوعيد، والمنزلة بين المنزلتين، والنبوءة وما يتبعها.
(١) وهو المعنى المجمع عليه كما نص على ذلك أهل اللغة في القاموس وغيره، وكما في كتب الحديث كشرح مسلم للنووي وهو مما لا نزاع فيه. انتهى من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.
(٢) قال ¦ في التعليق: قد مرت الروايات في أصل تسمية الرافضة من طرق أهل البيت $ وغيرهم وليس فيها هذه العلامة من سب أبي بكر ... إلخ، وإنما هي من رواية العامة، وهم يروون ويقبلون كل طامة فاعتبر. تمت.
وقد قرر النووي في شرحه لمسلم على أن الرافضي من رفض الإمام زيد بن علي @. ذكر هذا الإمام المنصور بالله محمد بن عبدالله الوزير ¥.
(٣) قال ¦ في التعليق: لو بَقَّيْتَ المجوس لكان أقرب إلى دعواك أنهم مجوس، لكن هذا شأن الخذلان والرجم بغير برهان.