[بيان معنى آية الاجتباء وإفادتها للإمامة]
  الإسلام؛ لأن الباطنية يقولون: إبراهيم أبو الجميع للولادة الروحانية؛ فانظر أيها الفقيه أين أوصلك العناد، إلى دار الشرك أو كاد.
  وذكر الجهاد متضمن لمعنى الإمامة؛ لأن الجهاد لا يكون إلا بالإمام، ودليل الإجماع قائم على ثبوت الإمامة فيهم، وهو آكد الدلالة، والاختلاف فيمن سواهم معلوم ضرورة، ولذلك كان الرسول ÷ شهيداً عليهم، وكانوا هم الشهداء على الناس؛ فكم من داخل بشهادتهم جنات النعيم، وكم من وارد كبد الجحيم، ومخلد في العذاب الأليم، يصب من فوق رؤوسهم الحميم.
  ثم قال [الفقيه]: «وأما الحديث الذي أورده القدري [أي القرشي] بعد هذا: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً: كتاب الله وعترتي أهل بيتي» فقد ذكرنا معنى ذلك، وبينا أنه حجة عليه لا له، وأوضحنا أنه لا انفصال له مما ذكرنا».
  فالجواب: أنه وإن أحال إلى ما تقدم؛ فقد قدمنا ذكر من هو أحق بذكر العترة، وأهل بيتي، وأوضحنا الانفصال بما ذكرنا عند إيراده هناك.
  ثم قال [الفقيه]: «وأما قوله [أي القرشي]: وعلى أن مثل هذه القصة قد ثبت في قتل عثمان، وولاية معاوية بن أبي سفيان ... الكلام إلى آخره - فإن ذلك تقسيم غير صحيح، وبهت من القول صريح، ولم يقل بذلك أحد من السلف الصالحين، ولا الأنصار والمهاجرين كان راضياً بقتل عثمان، ولا يرى قتله جائزاً.
  وقد ذكرنا في رسالتنا الدامغة قصة القوم الذين أجمعوا عليه، وما كان من الصحابة من الذب عليه، ومنعه إياهم عن القتال، وما أنكروا بعد قتله على قتلته، واستعظموا ذلك بما فيه الكفاية فلا نعيده هاهنا.
  وأما إمامة معاوية بن أبي سفيان في زمن علي # فلا نعلم أن أحداً من أهل العلم قال بصحتها، وأنه أولى بالأمر من علي #، بل يعتقد الكافة من أهل