كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[جواب الإمام # على تخاليط فقيه الخارقة في مسألة أفعال العباد]

صفحة 496 - الجزء 2

  قلنا: فلا أثر للسبب وجد أو لم يوجد إذا استقل به.

  وإن قيل: لا يقدر على مباشرته بل وجوده واجب عقيب السبب، كان ذلك مبطلاً كونه مقدوراً له؛ فإن وجوب وجوده يستحيل كونه مقدوراً، لا سيما عندهم، فإن الواجب يخرج عن كونه معلولاً؛ فإذا استغنى الواجب عن العلة استغنى عن القدرة أيضاً، وإذا بطل كونه مقدوراً له بطل كونه فعلاً له، وهذا واضح والحمد لله».

[جواب الإمام # على تخاليط فقيه الخارقة في مسألة أفعال العباد]

  والجواب: أن قوله: «لسنا نسلم أن أهل البيت قائلون بقوله وذاهبون إلى مذهبه» فقول باطل، بل القول بأن أفعال العباد حسنها وقبيحها منهم لا من الله مذهب أهل البيت $ بل مذهب كبار الصحابة، بل مذهب الجماهير من علماء الأمة.

  وقد قدمنا طرفاً من ذلك عند الكلام في القدرية، وذكرنا أيضاً من قال بذلك من أهل البيت $ وغيرهم من الأمة، وبينا ما حكي فيه عن النبي ÷ وعن كبار الصحابة والتابعين، وسنعيد له من ذلك طرفاً ونزيد عليه مما صحت لنا روايته إن شاء الله تعالى ليعلم صدق ما نقول، وتصانيف أهل البيت وعلومهم شاهدة بذلك.

  وإن كان لا يعرف علومهم ولا كتبهم فما حيلتنا وقد روينا عنهم، وهم آباؤنا $، وسنقيم الدلالة عليه، وأسندناه، ولو أسند عن أبيه وأجداده لما فندناه، ولأن الابن لا يتهم في الرواية عن أبيه، وإن كان فيه بعض الظنة، فكيف بأفضل الذرية، وسادات البرية، ومذهبنا مذهب آبائنا، كما أن مذهبك مذهب آبائك.

  لكل ذي نفس ميراث والده ... هل يصهل العير أو هل ينهق الربع⁣(⁣١)


(١) الربع كصرد: الفصيل ينتج في الربيع، وهو أول الإنتاج، والأنثى ربعه، والفصيل ولد الناقة، انتهى. أفاده في القاموس والمصباح.