كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[جواب الإمام # على تخاليط فقيه الخارقة في مسألة أفعال العباد]

صفحة 498 - الجزء 2

  يا لك من قنبرة⁣(⁣١) بمعمر ... خلا لك الجو فبيضي واصفري

  وأما قوله: بأنهم ليسوا بقدرية - فالجواب: أنا قد بينا فيما سبق ذكر القدرية من هم بشهادة الصادق المصدوق ÷، وشهادة كبار الصحابة، وبدأنا للفقيه بذلك عند ترجمة رسالته بالرسالة الخارقة لأستار القدرية المارقة، ثم ثنينا بذكر ذلك، وزدنا على ما قدمناه هنالك.

  والذي يقتضيه كلام الفقيه وتكريره إعادة ذلك والزيادة عليه بما يظهر به عواره، وتنتهك أستاره؛ لأنه بتكرير ذلك كمن يبحث عن حتفه بظلفه، ولولا تكريره للكلام لكان إيراد كل مسألة مرة واحدة يكفي ويشفي، ولكن لما أوجب ذلك حق الجواب، لم نترك ما يلزم من الصواب.

  وأما قوله: «وأكثر ما ذكر في احتجاجه إنما يلزم المجبرة الذين يعتقدون أنه لا فعل للعبد أصلاً، وأن إضافة الأفعال إليهم كإضافة الصور والألوان إليهم».

  فالجواب: أن هذا بعينه يلزم الفقيه وأهل نحلته؛ لأنه يقال له: وما الفرق بين إلزامنا لجهم أن حركة يده ولونها فعل الله تعالى، فلم توجه الأمر والنهي والمدح والذم على الحركة دون اللون؟ وكذلك يلزم الفقيه في أفعال الجوارح، إلا أنه يعتل بالكسب الذي يلزمه أن يكون قائلاً بمذهب جهم من وجهين: من جهة الإحداث كما يقول جهم، ومن جهة الاكتساب؛ من حيث أن الكسب إن كان شيئاً فالله تعالى خالق كل شيء.


(١) في القاموس كسكر وصرد: طائر الواحدة بهاء، ويقال: القُنْبَراء الجمع قنابر، ولا يقال: قُنبرة كقنفذة. أو لغية، انتهى. وهي في النسخ على هذه اللغية، وفي أساس البلاغة: ثبوا على المنابر فقد خلا الجو للقنابر، جمع قُنْبُرة، ويقال لها: القُبَّرة والقُبَرة والقُبَّر، والقُبَر. انتهى. الأولى كقنفذة، والثانية كسكرة، والثالثة كصردة، والرابعة كسكر، والخامسة كصرد. ويظهر منها أنها لغة لا لغية. انتهى من إملاء شيخنا الحافظ مجدالدين المؤيدي نفع الله به آمين، كاتبه تلميذه حسن الفيشي. اهـ (هامش نخ).