كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[طريق رواية المؤلف (ع) للجمع بين الصحاح الستة]

صفحة 141 - الجزء 1

  لا تنه عن خلقٍ وتأتي مثله ... عارٌ عليك إذا فعلت عظيم

  وقد كنا ظننا أنا قد طلنا⁣(⁣١) في عين مصنف الخارقة حيث شركناه وجل الأمة فيما نرويه بالطرق الصحيحة عن العامة، ثم تميزنا بعلوم آبائنا $ وهم البحار الزاخرة، والشيعة والمعتزلة، وهم أهل الحكم والتفتيش، والحك والتنقيش، ولم يبقَ عالم ممن ظهر لنا علمه حتى مددنا إلى روايته بسبب، وضربنا في علمه بنصيب، فسمعنا مصنفات أبي حامد الغزالي عن الشيوخ إليه، وعنه عن مشائخه، وروينا مصنفات ابن سِلَفَه⁣(⁣٢) حافظ الإسكندريه إليه، وعنه عن شيوخه، وشرح جملتها يطول فضلاً عن تفاصيلها، ونروي عن أبي العلاء الحافظ العطار سيد الآفاق مقدم العراق جميع رواياته ومؤلفاته، ولم يجمع أحد فيما سمعنا قبله مثل جمعه، وكذلك مصنفات الإمام أبي سعد السمعاني⁣(⁣٣)، ونروي مسموعات أبي بكر الفرغاني ومستجازاته ومناولاته.

  فهؤلاء كلهم من فقهاء العامة الراجعين على اختلافهم إلى الفقهاء الأربعة، فعلمنا الفقيه كيف نروي الحديث منه إلى الرسول ÷، ولم تجر بذلك عوائد أهل العلم، وشاهد ذلك في كتبهم وتصانيفهم لا يمكن إنكاره، بل


(١) حللنا (نخ).

(٢) ابن سلفه: هو أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن سلفة الأصفهاني الملقب صدر الدين، أحد الحفاظ المكثرين، وسلفه بكسر السين المهملة وفتح اللام والفاء وفي آخره الهاء، وهو أعجمي، معناه: ثلاث شفاه، لأن إحدى شفتيه كانت مشقوقة، فصارت مثل الشفتين، أفاده ابن خلكان. تمت أفاده الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.

(٣) هو أبو سعد عبد الكريم بن أبي بكر بن أبي المظفر المنصور بن محمد بن عبد الجبار بن الفضل بن الربيع بن مسلم بن عبدالله بن عبد الحميد التميمي السمعاني المروزي الفقيه الشافعي، ومن بنيه جماعة العلماء. والسمعاني بفتح السين المهملة وسكون الميم وفتح العين المهملة وبعد الألف نون هذه النسبة إلى سمعان، وهو بطن من تميم، انتهى من ابن خلكان، وذكر أنه يجوز فيه كسر السين. تمت عنه من هامش نسخة.