[ذكر مسألة الوعيد]
  الأمة وحجج العقول، ثم لم يقنع بذلك حتى زعم أنه مذهب أهل البيت الطاهرين $ وأنه تابع لهم فيما جاء به من نقض وإبرام، وقد صانهم الله ø عن مذهب من خالف السنة والكتاب، وحكم على ربه بإيجاب الثواب والعقاب، واعتقد أن الله لا يغفر لعصاة الموحدين في دار المآب، بل ادعى أنه من أهل العدل والتوحيد، وأن الله تعالى على أصله يعذب المسلم المطيع لله - الذي عزم على شرب جرعة خمر أو سرقة نصاب ولم يفعل ذلك - عذاباً دائماً بغير حساب، وأن من فعل ذلك، وارتكب المحارم، واقتحم المآثم، ولم يمتنع من المظالم، وقتل النفوس ظلماً، وأخذ الأموال هضماً، وأتبع نفسه هواها، فلم يترك معصية دون الكفر إلا أتاها، ثم تاب بعد هذا، أنه يجب على الله قبول توبته وترك عذابه؛ فاعجب إلى هذا التحكم على رب الأرباب، ونحن إن شاء الله نحتج ببطلان قوله عليه، ونعرفه فساد ما ذهب إليه، ونعلمه أن هذا مذهب المعتزلة المبتدعين، ومن كان على رأيهم ممن خالف ما جاء به سيد المرسلين، فنقول:
  أما قوله [أي محيي الدين]: إن أصحاب الكبائر من هذه الأمة، كشارب الخمر والزاني والسارق، ومن جرى مجراهم، إذا ماتوا مصرين عليها، يصيرون إلى العذاب الدائم، وخالفت فيه المرجئة والمجبرة والقدرية، وقوم من الإمامية، ولهم في ذلك تفاصيل يستغنى عن ذكر تعيينها - فأول ما في هذا: أن دعواه في هذا على أهل البيت $ دعوى باطلة، ولن تجد نقلاً صحيحاً بأن علياً # أو الحسن أو الحسين أو علي بن الحسين $ أو أحداً من ذريتهم، ممن هو على مذهبهم وطريقتهم ذهبوا إلى مذهبه أبداً، ولقد سألنا إمامه عن صحة انتمائه وانتماء فرقته فيما يدعونه من المعتقد إلى زيد بن علي #، فكان مبلغه من العلم أن أخبرنا بولادة زيد وفضله، وسبب خروجه وقتله، على تخليط أيضاً وتخبيط، وخلاف لما ذكره أهل التاريخ من سبب خروجه، ولم يقدر على سوى ذلك، مع دعواه العصمة لنفسه؛ فكيف بهذا المسكين الذي لا عصمة له، ولا معرفة عنده؟!