[دعوى الفقيه أن التعدي إنما هو لجميع الحدود وإبطال دعواه]
  رمى محصناً أو محصنة أحبط الله عمله، ومن سعى بأخيه إلى سلطان أحبط الله عمله كله، ومن اصطنع إلى أخيه المسلم معروفاً، ثم منّ به عليه، أحبط الله عمله وأجره وخيب سعيه، ومن كسب مالاً حراماً لم تقبل له صدقة ولا عتق ولا حج ولا عمرة، وأيما امرأة آذت زوجها لم يقبل الله صلاتها، ولا حسنة من عملها، حتى تعتبه وترضيه، ومن أكل الربا ملأ الله بطنه ناراً، بقدر ما أكل، وإن اكتسب منه مالاً لم يقبل الله له شيئاً من عمله، ومن شرب الخمر في الدنيا، سقاه الله من سم الأساود والعقارب، ألا إن شاربها وعاصرها ومعتصرها وبائعها ومبتاعها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها سواء في إثمها وعارها، لا يقبل الله منهم صلاة ولا صياماً ولا حجاً ولا عمرة حتى يتوب».
  وبه عن بريدة، عن النبي ÷ قال: «من ترك صلاة العصر متعمداً، أحبط الله عمله».
  وبه عن أبي بكرة، قال: قال رسول الله ÷: «ذنبان يعجلان لا يغفران، البغي وقطيعة الرحم».
  وبه عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله ÷: «من قال لا إله إلا الله مخلصاً دخل الجنة»، ثم قال رسول الله ÷: «وإخلاصك بلا إله إلا الله، أن يحجزك عما حرم الله عليك».
  فهذه الأخبار وما جانسها مما تركنا ذكره اختصاراً، واكتفاء بما ذكرنا، لو لم يرد منه إلا خبر واحد؛ فإنها تدل على وعيد الفساق، واستحقاق المصر منهم على معصيته النار؛ فكيف يجوز لمن يدعي أنه مسلم أن يخالف في هذه المسألة، ويتعسف بتعسفات بعيدة، لا تخلصه في الاحتجاج، ولا يسلم بها عند الله سبحانه لولا محبة اللجاج؟ فنسأل الله تعالى توفيقاً يبلغنا جنته، بمنه وكرمه.