[معنى: الغفران لمن يشاء]
  الصنعاني، قالوا: أخبرنا القاضي الأجل شمس الدين جمال المسلمين، جعفر بن أحمد بن أبي يحيى - رضوان الله عليه - يروي عن شيخه القاضي الإمام قطب الدين أبي العباس أحمد بن أبي الحسن بن أحمد الكني | وقد رواه أحد شيوخنا هؤلاء وبخطه متع الله به صاحبه القاضي الإمام شمس الدين عماد الإسلام جعفر بن أحمد بن أبي يحيى اليماني طول الله عمره به ديناً ودنيا، ورزقه العود به إلى وطنه سالماً غانماً، فكان كما قال، وكان السماع الذي يرويه من المنتخب، من كتاب الإرشاد، تأليف الشيخ أبي القاسم ناجية بن محمد بن عبد الجبار التيمي | انتخبه للشيخ الإمام الزاهد طاهر بن الحسين بن علي السمان |، ابن أخ الشيخ أبي سعد الزاهد السمان | عن الأصل بخط نفسه يرفعه إلى من يذكر اسمه.
  فمن ذلك: ما يبلغ به أبا جريج الخزاعي قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «من أصيب بدم أو بخبل(١) فهو بين إحدى ثلاث، فإن أراد رابعة فخذوا على يديه بين: أن يقتص، أو يعفو، أو يأخذ العقل(٢)، فإن أخذ واحدة وتعدى بعد ذلك، فله النار خالداً مخلداً فيها أبداً»، وعنه مثله وفيه: «ثم اعتدى فله النار خالداً فيها مخلداً».
  ومن ذلك ما يبلغ به زاذان، عن عبدالله، قال: يؤتى بالرجل يوم القيامة، فتمثل أمانته وإن كان قد قتل في سبيل الله، فيضعها على عاتقه، فتزل منه فيهوي في جهنم أبد الآبدين، قال: فلقيت البراء بن عازب فذكرت له ذلك، فقال: صدق {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}[النساء: ٥٨].
  وبهذا الطريق، عن زاذان، عن ابن مسعود، قال: يؤتى بالرجل يوم القيامة
(١) من أصيب بدم أو خبل: الخبل - بسكون الباء -: فساد الأعضاء، أي من أصيب بقتل نفس أو قطع عضو. اهـ نهاية.
(٢) العَقْل: الدية. تمت معجم.