[معنى: الغفران لمن يشاء]
  وإن قتل في سبيل الله، فيقال له: أد أمانتك، فيقول: يا رب لا أقدر عليها، قد ذهبت الدنيا، قال: فيقول: انطلقوا به إلى الهاوية، فيلقى فيها، فيهوي حتى يبلغ قعرها، وأن تمثل أمانته فيحملها ثم يصعد، حتى إذا رأى أنه ناج، زلت منه فهوت وهو معها أبداً. قال: الأمانة في كل شيء: في الوضوء، والصلاة، والصوم، والغسل من الجنابة، وأشد من ذلك الودائع. قال زاذان: فلقيت البراء بن عازب، فقلت له: ألا تسمع ما قال أخوك عبدالله بن مسعود؛ فأخبرته بقوله؟ فقال: صدق ألم تسمع الله يقول: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}[النساء: ٥٨].
  قال أبو نعيم راوي الخبر: ورواه إسحاق بن يوسف الأزرق، عن شريك، يرفعه إلى النبي ÷.
  وبه إلى شهر بن حوشب، عن ابن عباس قال: ستة لا يدخلون الجنة أبداً، العاق لوالديه، والمدمن، والجعثل، والجواظ، والقتات(١)، والعتل(٢) الزنيم. الجعثل: الفظ الغليظ، والجواظ من جمع المال ومنع.
  وبه عن فرقد السبخي، عن مرة الطيب، عن أبي بكر، عن النبي ÷ قال: «لا يدخل الجنة خبٌّ(٣)، ولا بخيل، ولا منان، ولا مسيء الملكة».
  وبه عن جابر بن عبدالله أن النبي ÷ قال لكعب بن عُجْرة: «إنه لا
(١) القتات: النمام يقال: قتّ الحديث يقته إذا زوره وهياه وسواه. وقيل: النمام الذي يكون مع القوم يتحدثون فينم عليهم. والقتات: الذي يتسمع على القوم وهم لا يعلمون، ثم ينم، والقساس: الذي يسأل عن الأخبار ثم ينمها. اهـ نهاية، تمت إملاء الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.
(٢) عتل: غليظ جاف، من عتله إذا قاده بعنف وغلظه، زنيم: دعي. اهـ كشاف.
(٣) في النهاية: لا يدخل الجنة خب ولا خائن. الخب بالفتح: الخداع الذي يسعى بين الناس بالفساد وقد تكسر خاؤه؛ فأما المصدر فبالكسر لا غير. اهـ كشاف. والخب بالخاء والباء المعجمتين ولفظ الحديث: «لا يدخل الجنة خب ولا بخيل ولا منان» أخرجه الترمذي أفاده في الجامع الصغير. انتهى إملاء الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.