كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[معنى: الغفران لمن يشاء]

صفحة 87 - الجزء 3

  يدخل الجنة لحم نبت من سحت أبداً، النار أولى به».

  وعن الحسن، عن أنس قال: قال النبي ÷: «ليجيئن يوم القيامة أقوام، لهم من الحسنات كأمثال جبال تهامة، فيؤمر بهم إلى النار» قلت: يا نبي الله أيصلون؟ قال: «كانوا يصلون، ويصومون، ويأخذون هدْأً من الليل، فإذا رأوا شيئاً من الدنيا وثبوا عليه».

  وبه عن عبدالله بن يحيى بن أبي كثير، عن أبيه، قال: قال سليمان بن عبد الملك لأبي حازم: يا أبا حازم ما لنا نكره الموت؟ فقال: عمرتم الدنيا، وخربتم الآخرة، فتكرهون الخروج من العمران إلى الخراب. قال: صدقت، فقال: يا أبا حازم، ليت شعري ما لنا عند الله ø غداً؟ قال: اعرض عملك على كتاب الله، قال: وأين أجده من كتاب الله تعالى؟ قال: قال الله جل ذكره: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ١٣ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ١٤}⁣[الانفطار]، قال سليمان: فأين رحمة الله؟ قال أبو حازم: {قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ٥٦}⁣[الأعراف].

  وبه عن سعيد، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ÷: «من أعان على قتل مسلم بشطر كلمة، لقي الله تعالى يوم يلقاه مكتوب⁣(⁣١) على جبهته: آيس من رحمة الله»⁣(⁣٢).


(١) قد تقدم أن مكتوب خبر مقدم وآيس مبتدأ مؤخر، والجملة حال من الفاعل. انتهى إملاء الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.

(٢) قوله: (عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ÷: «من أعان على قتل مسلم بشطر كلمة، لقي الله تعالى يوم يلقاه مكتوب على جبهته: آيس من رحمة الله»).

قال ¥: ورواه ابن ماجه عن أبي هريرة. تمت من (المثل الكامل).

قال الإمام المنصور بالله محمد بن عبدالله الوزير #: وهاهنا أحاديث ممَّا روته أئمة الحديث، فمنها حديث أبي هريرة: «من قتل نفسه بحديدة ... إلخ» أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي. وأخرج أحمد والنسائي عن ابن عمر مرفوعاً: «ثلاثة لا يدخلون الجنَّة ولا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة، والديوث» [أخرج حديث (ثلاثة لا يدخلون الجنة ... إلخ): القرشي في شمس الأخبار (٢/ ١٦٩) قال في هامشه أحمد والنسائي والحاكم =