كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الكلام حول معاوية وأشياعه وتكفير الفقيه للشيخ محيي الدين والجواب عليه]

صفحة 113 - الجزء 3

  مذاهب المبتدعين، وحرس عقائدهم عن الزيغ والضلال بالاقتداء بسيد المرسلين».

  فالجواب: أن أهل بيت الإمام هم أهل بيت النبي ÷، فإنهم متى كانوا أهل بيت النبوة فالمراد أنهم العترة الطاهرة الزكية، فكما هم أهل بيته فهم أهل بيتهم؛ لأن الكل من ذريته ÷ لا نفرق بين أحد منهم، ومن فرق بينهم بغير يقين؛ فكأنما فرق بين النبيين.

  وأما قوله [أي فقيه الخارقة]: «بالاقتداء بسيد المرسلين».

  فالجواب: أن المقتدي به من اتبع نصوصه ÷ وقال بأن علياً # هو الإمام، دون من حاد بالإمامة عن أهل البيت إلى غيرهم من الأنام.

  ثم قال: «وأما قوله [أي محيي الدين]: ودع السجع والنظام، والمزاوجة بين الكلام، فيما فائدته قليلة، ومعانيه مدخولة، فإن الحق أحق أن يتبع - فقوله⁣(⁣١): فائدته قليلة، ومعانيه مدخولة، دعوى بلا بيان، وقول بغير برهان، ولو بينه وتكلم على معناه علمنا أنه صدق أو اتبع هواه».

  فالجواب: أنه قد تقدم فيما سبق من ذلك منا ما إذا نظر فيه بعين البصيرة، عرف أنه اعتمد على تزاوج عبارات معانيها مدخولة، وفائدتها قليلة، وإن لم يقع إنصاف، فالآخر كالأول في بقائه على الخلاف، ومحبة الإرجاف.

  ثم قال: «وأما قوله [أي محيي الدين]: فإن الحق أحق أن يتبع، فقد⁣(⁣٢) بان أن حقه في هذا باطل، وصدقه غير موجود ولا حاصل».

  فالجواب: أنا قد بينا قبل هذا ما يدل على صحة ما قلناه، وبطلان ما جاء به.

[الكلام حول معاوية وأشياعه وتكفير الفقيه للشيخ محيي الدين والجواب عليه]

  ثم قال: «وأما قوله [أي محيي الدين]: وهذا بخلاف تجويزك المغفرة لمعاوية ومن جانسه؛ لأنه قد صح فسقه، بل كفره بيقين، على ما نبينه في موضعه إن شاء الله تعالى.


(١) بداية كلام فقيه الخارقة.

(٢) بداية كلام فقيه الخارقة.