[الكلام حول معاوية وأشياعه وتكفير الفقيه للشيخ محيي الدين والجواب عليه]
  زالت بعد، فأنت الكافر صرفاً والكافر يقيناً؛ لتكذيبك رب العالمين وتجهيلك خاتم النبيين، وتكفيرك المسلمين».
  فالجواب عن ذلك: أن الفقيه - أبقاه الله! -(١) أولى بالكفر ممن كفّره لوجوه، منها: شهادة الرسول ÷ بكفره، لشتمه لنا وتأخيره لحقنا، بتقديمه
= يحيى في كتابه (وقعة الجمل) فراجعه في حاشية الجزء الرابع. وكيف يصح من النبي ÷ ولم يقطع بكونه مستقيماً غير علي #؟ أمَّا الثلاثة فأخذوا ما ليس لهم، وأبو عبيدة من أعوانهم. وأمَّا عبدالرحمن فيكفيه ما وقع منه يوم الشورى. وأمَّا طلحة والزبير فأمرهما متفق على نكثهما وفسقهما ولم تصح منهما توبة. فما أرى حديث العشرة إلا مما شكاه أبو جعفر ورواه المدايني، وقد تقدم كلامهما وكلام ابن نفطويه ممَّا يؤكد ذلك. ولذا قال علي في كتابه إلى طلحة والزبير قبل حرب الجمل: (ارجعا أيها الشيخان، فإن الآن أعظم أمركما العار، من قبل أن يجتمع العار والنار)، فلو علم علي بخبر العشرة لم يجزم باستحقاقهما النار مع الإصرار.
وقال في خطبة له بعد فتح مصر في شأن طلحة والزبير ومن نكث: (وقد أَدَالَ الله منهم فبعداً للقوم الظالمين). وسيأتي ذكر من روى خطبة علي # [قال في الفائق للزمخشري: يقال: أدال الله زيداً من عمرو: نزع الله الدولة من عمر فآتاها زيداً. الفائق (١/ ٤٤٦)].
وكذا قال فيهما: (اللَّهُمَّ إن طلحة والزبير نكثا بيعتي وأَلَّبَا الناس عليَّ، فلا تمهلهما، وأرهما المساءة فيما عملا، ولا تغفر لهما أبداً).
وروى أبو القاسم الحائري في كتابه (إقرار الصحابة): جحد علي لحديث العشرة، وقوله للزبير: (ارجع قبل أن يجتمع عليك العار والنار).
وقوله في طلحة: (لكن الشيطان دخل في منخريه فأورده النار). قاله بعد قتله يوم الجمل.
وقول النبي ÷ للزبير: «إنك ستقاتله وأنت ظالم له».
وقول الزبير لابنه لَمّا عزم على الإنصراف: (قم بأمر الناس بعدي).
روى هذا كله من حديث طويل أسنده إلى ابن عائشة عن معن بن عيسى بن معن عن أبيه عن مشائخه من عبد القيس.
(١) قال الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي # في كتابه لوامع الأنوار الجزء الأول ص (٥٠٥) ط (١)، ص (٦٣٥) ط (٢) تعليقاً على قول الإمام # للفقيه (أبقاه الله): قلتُ: وصدور مثل هذا الدعاء من الإمام # لهذا الضال المعاند من باب التهكم، الذي لا يراد حقيقة معناه، كقوله تعالى: {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ٤٩}[الدخان]، أو أنه أراد بقاءه إلى أن يبلغه ما يدحض أقواله الباطلة ويهدم أساسه وما بناه.