كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الكلام حول معاوية وأشياعه وتكفير الفقيه للشيخ محيي الدين والجواب عليه]

صفحة 118 - الجزء 3

  علي # بأفعال السوء؟ أهو مؤمن أيها الفقيه؟

  ومن ذلك ما رفعوه إلى أبي جعفر يرفعه إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # أنه خطب يوم الجمعة قبل الوقعة الأولى بصفين بخمسة أيام، فقال:

  (الحمد لله على نعمه الفاضلة على جميع من خلق من بر وفاجر، وعلى حُجَجِه البالغة على خلقه من أطاعه ومن عصاه، إن رحم فبفضله ومنه، وإن عذب فبما قدمت أيديهم {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ٤٦}⁣[فصلت]، نحمده على ظاهر النعماء وحسن البلاء، ونستعينه على ما نابنا من أمر الدنيا والآخرة، وأومن به وأتوكل عليه وكفى به وكيلاً؛ ثم إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ÷) ... وهي طويلة جداً.

  إلى أن انتهى إلى قوله: (وقد حضركم عدوكم، وقد علمتم من رأسهم، منافق ابن منافق، يدعوهم إلى النار، وابن عم نبيكم يدعوكم إلى الجنة، وإلى طاعة ربكم، والأخذ بسنة نبيكم، فلا يستوي من صلى قبل كل ذَكَر، لم يسبقني بالصلاة غير نبي الله ÷) ... والخطبة طويلة.

  فهل تعلم أيها الفقيه العالم، أن في الكفر أقبح من النفاق؟ أفليس الله سبحانه يقول: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ[النساء: ١٤٥] أوليس قد روينا ورويت «أن بحب علي يعرف المؤمنون، وببغضه يعرف المنافقون»؟

  وأنّا نروي: «من أحبّه لقي الله مؤمناً، ومن أبغضه لقي الله منافقاً» ومن المعلوم ضرورة بغض معاوية إياه.

  ومن خطبته # عشية الأربعاء، بعد تعبئة أصحابه، انتهى إلى قوله: (فوالله، لا يقرب قوم من الله، قائدهم ومؤدبهم معاوية وأبو الأعور السلمي وابن أبي معيط، شارب الخمر المجلود حداً، ولقد بلغني أنهم يقومون وينتقصونني، وقبل اليوم ما قاتلوني ولاموني، وأنا أدعوهم إلى الإسلام، ويدعونني إلى عبادة الأصنام؛ فالحمد لله قديماً، ما عاداني إلا الفاسقون، فوالله إن هذا لهو الخطب