[اعتقاد العترة لظلم من أقدم على أمير المؤمنين من الصحابة وكلام علي (ع) فيما يفيد ذلك]
  يبغضنا، ولا يبغضنا إلا من وصفه الرسول ÷ بصفة لا تكون إلا في شرار الأمة، ولعل الفقيه يرغب عن ذلك المقام، وما كان أحسنه لو استقام.
[دعوة الإمام سبب غضب الفقيه]
  وأما قوله(١): «نقد علينا في الدعوة له، وكان ذلك سبب غضبه» فلا أهلاً بما ساءه، ولم نقصده بما يضيق صدره، وإنما دعونا المسلمين كافة، فصادف ذلك منه ما ذكر:
  قَدْ تَطْرُقُ الكَفُّ عينَ صَاحِبِهَا ... فلا يَرَى قَطْعَهَا مِنَ الرَّشَد
  وقفونا في ذلك آباءنا، من لدن علي بن أبي طالب إلى يومنا هذا، ولعل الفقيه بعلمه الباهر، ينكر أن ذلك لم يكن، ولا دعا أحد منهم إلى الله سبحانه سوانا؛ فلذلك شق عليه، والذي يغلب في الظن أنه يرجع إلى الغضب والعَتْب على الكل، فالأولى له الاعتماد على الصبر.
[اعتقاد العترة لظلم من أقدم على أمير المؤمنين من الصحابة وكلام علي (ع) فيما يفيد ذلك]
  وأما اعتقادنا لظلم من أقدم على أبينا علي بن أبي طالب من الصحابة، فذلك ديننا ودين آبائنا $ أدناهم إليّ أبي، وأعلاهم النبي العربي ÷، والوصي ذو البيان المعرب - سلام الله عليه -، روينا بالإسناد الصحيح إليه، وقد سأله بعض أصحابه: كيف دفعكم قومكم عن هذا المقام، وأنتم أحق به؟ فقال #: (يا أخا بني أسد إنك لقلق الوضين(٢)، ترسل في غير سدد(٣)، ولك بعد
(١) القول هنا حكاه الإمام بالمعنى واللفظ هو: (ولا ابتدأناه بشيء من تلقاء أنفسنا حتى قصدنا برسالته، وندبنا إلى إجابة دعوته).
(٢) الوضين: بطان الغبب، وحزام السرج، ويقال للرجل المضطرب في أموره.
(٣) ويرسل في غير سدد: أي يتكلم في غير قصد وفي غير صواب، والسدد والاستداد: الاستقامة والصواب، والسديد الذي يصيب السدد.