[اعتقاد العترة لظلم من أقدم على أمير المؤمنين من الصحابة وكلام علي (ع) فيما يفيد ذلك]
  ذمامة(١) الصهر، وحق المسألة، وقد استعلمت فاعلم؛ أما الاستبداد علينا بهذا المقام ونحن الأعلون نسباً، والأشدون بالرسول نوطاً(٢)، فإنها كانت أثرة(٣) شحت عليها نفوس قوم، وسخت عنها نفوس آخرين، والحكم الله، والمعاد إليه القيامة،
  (وَدَعْ عَنْكَ نَهْباً صِيْحَ في حَجَراته)(٤) ... ... إلى آخر ما قال(٥).
  فما يرى الفقيه - طول الله عمره - الأثرة عنده عدل أو جور؟ والنهب ملك أو غصب؟
  وروينا عنه # لما عزم القوم على بيعة عثمان: (لقد علمتم أني أحق بها من غيري، والله لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين، ولم يكن فيها جور إلا علي خاصة، التماساً لأجر ذلك وفضله) ... إلى آخر ما قال؛ فذكر أن القوم جاروا عليه، وهو لنا والد، فلا تجهل علينا أيها الناقد:
  ما لِقَومٍ إذا يُقَالُ عَلِيٌّ ... صارَ في وردِ خَدِّهم ياسمينُ
  كُلَّ هَذا لِمَولدٍ فيه خُبْثٌ ... وعلى الحقِّ شاهدٌ مُستَبِيْنُ
  وكان له # الإمساك مع ثبوت الإمامة؛ لأنها ثابتة بالنص، فلا تختل بالامتناع من التصرف، كما قال النبي ÷ في ابنيه: «الحسن والحسين إمامان
(١) وذمامة الصهر بالكسر: أي حرمته هو الذمام وإنما قال # له لأن زينب بنت جحش زوج رسول الله ÷ كانت أسدية، انتهى من شرح النهج مختصراً.
(٢) النوط - بالفتح -: التعلق.
(٣) الأثرة: الإختصاص بالشيء دون مستحقه.
(٤) البيت لامرئ القيس وتتمته: وهات حديثاً ما حديث الرواحل.
(٥) قال ¦ في التعليق: قال في (شرح ابن أبي الحديد): قال الواقدي: وقد اختلفت الرواية في هذا، وكان طلحة، وابن عباس، وجابر، يقولون: صلى رسول الله ÷ على قتلى أحد، وقال: أنا شهيد على هؤلاء، فقال له أبو بكر: ألسنا إخوانهم أسلمنا كما أسلموا، وجاهدنا كما جاهدوا؟ قال: بلى، ولكن هؤلاء لم يأكلوا من أجورهم شيئاً، ولا أدري ما تحدثون بعدي). انتهى. تأمل واعرف.