كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[سند المؤلف (ع) إلى كتاب أبي سعد السمان]

صفحة 158 - الجزء 1

  وبالإسناد المتقدم إلى أبي سعيد السمان ¦ قال: أخبرنا علي بن محمد بن عبدالله بن بشران بقراءتي عليه، قال: أخبرنا عمرو بن الحسن بن علي بن مالك الأشناني، قال: حدثنا حسين بن الكميت، قال: حدثنا سليمان بن منصور بن عمار، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن خير⁣(⁣١)، عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي⁣(⁣٢)، عن عبدالله بن عمر، قال: كنا بباب رسول الله ÷ أنا وأبو عبيدة وسلمان والمقداد والزبير فخرج علينا رسول الله ÷ مرعوباً متغيّر اللون، فقال: «نُعِيَتْ إليَّ نفسي ...» وذكر كلاماً طويلاً ثم قال: «أمسك وأحص»، قال: فلما بلغ خمسة تنفس رسول الله ÷ الصعداء ثم قال: «يزيد، لا بارك الله في يزيد الطعان اللعان، أما إنه نُعي إليّ حبيبي وسخيلي حسين، أُتيت بتربته وأُريت قاتله، أما إنه لا يُقْتل بين ظهراني قوم فلا ينصرونه إلا عمّهم الله بعقاب - أو قال: بعذاب -».

  فهذا كما ترى أيها السامع نصٌّ من رسول الله ÷ في يزيد بعينه ووقته؛ لأنه الخامس من المتقدمين على العترة الطاهرة، والشجرة المباركة الفاخرة: أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية ويزيد، والله عز من قائل يقول: {وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ٢١}⁣[آل عمران]، ونحن نشهد والصالحون من عباد الله أن الحسين # كان من الذين يأمرون بالقسط من الناس، والقاتل يعم الآمر والراضي والمباشر شرعاً، قال الله تعالى: {فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ}⁣[الأعراف: ٧٧]، ولم يباشر قتلها إلا قُدار بن سالف، وقال


(١) خير - بخاء معجمة مفتوحة ومثناة من تحت ساكنة وراء -: أي ابن معين الحضرمي أبو نعيم المصري، قاضيها، مات سنة (١٣٧ هـ).

(٢) الحبلي بضم الحاء المهملة وضم الموحدة وكسر اللام مشدودة، وتشديد الياء: اسمه عبدالله بن يزيد المغافلي المصري، مات في أفريقية سنة مائة، في التقريب: صدوق، خرَّج له مسلم وأحمد والنسائي والمؤيد بالله، قال أبو زرعة: صدوق. أفاده في الطبقات.