[سند المؤلف (ع) إلى كتاب أبي سعد السمان]
  الله تعالى في دعوة محمد ÷: {قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ}[البقرة: ٩١]، فسمّاهم قاتلين لما رضوا به.
  وروينا عن رسول الله ÷: «من أعان على قتل رجل من ذريتي ولو بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوب(١) بين عينيه: آيس من رحمة الله تعالى»، ولو كان فعل العباد فعل الله أو إرادته - فهو لا يفعل ولا يريد إلا الحسن دون القبيح لعدله وحكمته - لما لحق الذمُّ والعقاب مَنْ قتل أهل بيته وأعان عليهم، ولا كتب بين عينيه: آيس من رحمة الله.
  وروينا من أمالي السيد المرشد بالله يحيى بن الحسين # بالإسناد المتقدم منا إليه، قال: حدثنا السيد أبو طالب يحيى بن الحسين الحسني بقراءتي عليه، قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم الحسني، قال: أخبرنا عبدالله بن جعفر البابشامي، قال: حدثنا عمرو بن محمد بن إسحاق النميري، قال: حدثنا عبدالله بن ميمون مولى آل الحسن، قال: حدثنا القاسم بن إبراهيم، قال: حدثني عبدالله بن الحسن، عن أبيه، عن إبراهيم بن عبدالله، عن أبيه، عن جده $ قال: قال ابن زياد لعلي بن الحسين @ ما اسمك؟
  قال: أنا علي بن الحسين بن علي.
  قال ابن زياد: أو لم يقتل الله علياً مع أبيه؟
  فقال له علي بن الحسين: ذاك أخي قتله الناس.
  فهذا رأي ابن زياد في الجبر والقدر، وهو رأي الفقيه وأهل مقالته، ورأي علي بن الحسين @ رأي أهل البيت $ بالعدل والتوحيد، وإضافة فعل العبيد إلى العبيد، ولم يأخذ العلم الآخِرُ منهم إلا عن الأول؛ لأنها ذرية بعضها من بعض.
  ولقد كثر عجبنا حيث صار الفقيه يفصل بين العترة ويحترز بالموالاة لأوائل
(١) مكتوب: إعرابه في السعد على الكشاف على أنه خبر متقدم، وآيس مبتدأ مؤخر، والجملة حالية.