[وجه الشبه بين الفقيه وعجوز البروية]
  الجزع، ولله حكم واقع في المستأثر والجازع).
  فهذا قوله في عثمان؛ فهل رأيت قولنا زاد على قوله أو نقص؟ فكيف تدعي مخالفتنا للرسول ÷، وأن ذلك الذي حملك على سبنا وبغضنا؟ وكيف تبغضنا على قضاء الله فينا وقدره علينا؟! والرضا بقضاء الله واجب، وساخطه كافر عند المسلمين كافة.
[وجه الشبه بين الفقيه وعجوز البروية]
  ومن كلامك في الخارقة: «إنا لا نقدر على تحريك ساكن، ولا تسكين متحرك، وأردت بذلك الانقطاع إلى الله» - فكان كتسبيح عجوز البروية، الذي روي عنها - علمها إياه بعض السفهاء - أنها قالت: سبحان الله قبل الله، سبحان الله بعد الله، تعالى الله؛ أرادت القرب فبعدت، والفوز فما سعدت، أردت الانقطاع فانقطعت عن الله؛ لأن من أضاف إليه القبيح فقد جاهره بالكفر الصريح، وإن قلنا: لا يقبح منه كان الجرم أكبر، على قدر عظم الحال يتعاظم قبح مذموم الخلال، فقد وقعت في حيرة البقة(١) في الحقة، مع شدة الألم من فورة القرم(٢) إلى أكل لحومنا، وقد أوضحنا لك منع الدليل لك عن ذلك، بأنا لا نُذَمُّ على قضاء الله إن كان ما ذهبنا إليه عندك باطلاً، والله تعالى يقضي بالحق، وليس شيء هنالك غير الخالق والمخلوق، إلا أن ترجع إلى الحق وتقول فعل العبد، كان علينا التزام الدليل، أنا ما قلنا ولا اعتقدنا إلا ما قاله الرسول ÷، ودلت عليه العقول، وتلقاه الوصي والأئمة بالقبول.
[بيان ثبوت إمامة الإمام المنصور بالله (ع) ومكانة سيرته]
  وأما قوله: «إنه استدل على بطلان إمامتنا» فإن كان بمجرد قوله فذلك غير دليل، وإن كان بدليل قاطع فما هو؟
(١) البقة: البعوضة ودويبة مفرطحة حمراء منتنة. تمت قاموس.
(٢) قَرِمَ إلى اللحم اشتدت شهوته إليه.