كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[بيان الواجب على القائم والواجب على المدعوين]

صفحة 166 - الجزء 3

  ألم تعلم أنها كانت يباباً⁣(⁣١) دامرة، فأصبحت دياراً عامرة، وأنها مفزع عالة بلاد الظالمين في أزمات السنين؟ فكيف تنصر دينك بالمحال؟ ولم تستح من ذي الجلال، ألم تعلم أن الذرية المقدسة محرمة العرض، وأن عدوها في كل وقت يعتقد اعتقادك فيها؟ لأنه لو علم تقدسها لأحبها، فانظر لنفسك اليوم نظراً، يخلصها من عذاب النار غداً، والسلام على من اتبع الهدى.

[بيان الواجب على القائم والواجب على المدعوين]

  ثم قال: «قال القدري: وأما ادعاء الخلافة فالذي يجب على القائم - سلام الله عليه - الانتصاب والدعوة إلى سبيل ربه، والواجب على المدعوين النظر في أحواله وشرائطه، فإن كملت وجبت إمامته، ولزمت طاعته، وحرمت مخالفته؛ امتثالاً لقول رسول الله ÷، وحذاراً مما توعد به على مخالفته لقوله: «من سمع واعيتنا أهل البيت فلم يجبها كبه الله على منخريه في نار جهنم» فكان الواجب عليه البحث عن الخصال التي معها تلزم طاعته، وتحرم مخالفته، فإن كملت وثبتت طرق الإمامة التزم بما وجب عليه، وإن اختل شيء من ذلك كان معذوراً في التخلف، فأبدل بذلك الإزراء والسب وَوَرَّك⁣(⁣٢) على الإمام # ما أتاه هو من الذنب، ولو عكس القضية لأصاب، وما يعقلها إلا أولو الألباب.

  ثم قال: «فأقول والله المعين على كل رشاد، والهادي إلى كل صلاح وسداد: وأما ما قلت من أن الواجب على القائم الانتصاب والدعوة، فذلك بناء على أصلك أن من ادعى الإمامة من أهل البيت ولم يقم ولم يظهر نفسه ويدعو الناس إليه فهو كافر؛ فإن كان مذهبك هذا فما الدليل؟ فهو ينقض عليك بعلي #،


(١) بالياء المثناة من تحت وموحدتين بينهما ألف: الخراب. انتهى إملاء الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.

(٢) ورّك: حمّل. تمت سماعاً عن الإمام الحجة/مجدالدين المؤيدي #، وفي القاموس: ورَّك الذنب عليه: حمَلَه.