[إثبات حصر الإمامة على أولاد الحسنين]
  سواهم، والإجماع حجة، ولا دليل على خلافه من ثبوتها لغيرهم(١).
  وبيانه أنّا نقول: إن الأمة افترقت، فمنهم من أجاز الإمامة في جميع الناس، وقد ثبت أن أولاد الحسن والحسين من الناس، بل هم من خيرهم، ومنهم من أجازها في قريش وحدهم، وهم من قريش بل هم من خيرهم، ومنهم من أجازها فيهم، فقد حصل الإجماع بعد بطلان قول الإمامية في تعيين أولاد الحسين $، وقد بطل ثبوتها في كل الناس؛ لأن من يدعي ذلك يجعل طريقه إما أنها جزاء على العمل، أو القهر والغلبة، وبطل الأول؛ لأن الجزاء شهي لذيذ، والإمامة مما يتحمل لأجلها المشاق العظام، ولأن في العاملين كثرة، فيجوز على هذا ثبوت أئمة كثير، ولأن الأعمال لا تختص الرجال دون النساء(٢) على كافة الأمة، ولأن الجزاء يختص بالدار الآخرة، فكيف يجعله في الدنيا؟
  ولأنها لو كانت جزاء على جميع الأعمال، لم يستحقها إلا عند استكمالها وهو الموت، فكان لا تجب طاعته في مدة حياته، فيكون في تصحيح ذلك إبطاله.
  وإما أن يكون طريقه القهر والغلبة؛ فإن الشرع لم يرد بذلك، والإمامة لا توجد طرقها إلا من الشرع، ولأن المحق قد يُغْلَب، والمبطل قد يَغْلِب، ولأنه
(١) قال ¦ في التعليق: قال علي #: (أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دوننا كذباً وبغياً أن رفعنا الله ووضعهم، وأعطانا وحرمهم، وأدخلنا وأخرجهم، بنا يُستعطى الهدى، وبنا يُستجلى العمى، إن الأئمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم لا تصلح الإمرة على سواهم، ولا تصلح الولاة من غيرهم). وقال #: (فأين يُتاه بكم؟ بل كيف تعمهون وبينكم عترة نبيكم؟! وهم أزمة الحق وألسنة الصدق، فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن، وردوهم ورود الهيم العطاش). وقال #: (لا يعادل بآل محمد أحد، ولا يساوى بهم من جرت نعمتهم عليه أبداً، هم أساس الدين وعماد اليقين، إليهم يفيء الغالي، وبهم يلحق التالي، ولهم خصائص حق الولاية، وفيهم الوصية والوراثة). وقال # في ذم من استغنى برأيه: (لا يقتصُّون أثر نبي، ولا يقتدون بعمل وصي ... إلخ). وقال الحسن بن يحيى في (الجامع الكافي): أجمع آل رسول الله ÷ أن علي بن أبي طالب كان أفضل الناس بعد رسول الله ÷ وأعلمهم، وأولاهم بمقامه، ثم من بعد أمير المؤمنين الحسن والحسين أولى الناس بمقام أمير المؤمنين، ثم من بعد ذلك علماء آل رسول الله ÷ بأعيانهم وأسمائهم. تمت (تتمة اعتصام).
(٢) لعل هنا سقطاً تقديره: مما هو على كافة الأمة، أي أن الأعمال التي يعم لها التكليف لا تختص الرجال. انتهى إملاء الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.