[رسالة الإمام محمد بن عبدالله (ع) إلى خواص أصحابه]
  الذرية دون أواخرهم ظناً منه أن هناك خلافاً بين الأول والآخر، والمعلوم من حاله أنه غير مخالف لوالده ولا مباين، فكيف تخالف الذرية أباها، وقد شهد لهم رسول الله ÷ بالاستقامة بقوله: «إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».
[رسالة الإمام محمد بن عبدالله (ع) إلى خواصّ أصحابه]
  وروينا عن أبي العباس الحسني ¦ قال: حدثني أبو القاسم، قال: حدثني علي بن أحمد، قال: حدثنا الحسن بن محمد، قال: حدثنا الحسن بن الحسين، قال: حدثنا خالد بن مختار الثمالي، قال حسن بن حسين: وكان خالد بن مختار خرج مع إبراهيم بن عبدالله وذهب بصره، قال خالد بن مختار: جاء كتاب محمد بن عبدالله بن الحسن # بعد دعوته العامة إلى خواص أصحابه وأمرهم أن يقرأوه(١): ﷽، أما بعد: فإن الله جل ثناؤه بعظمته ألزم نفسه علم الغيوب عن خلقه(٢) لعلمه أنها لا تصلح إلا له، ثم أنشأ خلقه بلا عون، ودبّر أمره بلا ظهير، ابتدع ما أنشأ على غير مثال من معبود كان قبله، ثم اختار للفضيلة(٣) بعلمه من ملائكته ورسله من ائتمنه على أسرار غيوبه، لم تلاحظه في الملكوت عين ناظرة، ولا يد لامسة، منفرد بما دبّر، ذلكم الله رب العالمين.
  إلى أن أخرج محمداً ÷ من خير نسل ذوي العزم من الرسل، تناسخه دوارج الأصلاب، وعفّة طواهر الأرحام، مُبَرّأً من كل عهر، مطهراً من كل سفاح، تؤديه زواكي الأصلاب إلى مطهرات الأرحام، حتى استخرجه خير جنين، وأصحبه خير قرين، أرسله بنور الضياء إلى أهل الظلم والكفر، قد نسكوا وذبحوا للأصنام، واستقسموا بالأزلام، مترددين في حيرة الضلالة كلما ازدادوا في ضلالهم جهلاً، وفي عبادتهم جهداً؛ ازدادوا من الله بعداً، حتى
(١) (نخ): بقراءته.
(٢) قال ¦ في التعليق: يعني لم يظهره على أحد إلا من ارتضى من رسول.
(٣) (نخ): للتفضيل.