كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[انتقاد الفقيه لما لا غرض فيه والرد عليه]

صفحة 177 - الجزء 3

  يعثر على خطأ فيه، لا سيما إذا أراد إظهاره إلى من يخالفه، ولا يوافقه».

  فالجواب: ما قد ذكرنا من أنا قد أفردنا الجواب، عما يتعلق بهذا الباب، وبينا فيه عثاره وعواره⁣(⁣١)، وأنه علم الرضاع أظْآره⁣(⁣٢)، وأن ما عابه من أصل الوضع غير معيب، عند كل عالم أريب، وما جاز أن يكون سهواً فما نقده من قبله أديب، وبينا له - مع احترازه - أنه لم يعدم الخطأ في رسالته، عمداً أو سهواً؛ فأما مع العمد فلجهله، وأما السهو فذلك لا حرج فيه عليه ولا على غيره، وإنما ألزم ذلك لسوء أدبه.

  وأما قوله [أي فقيه الخارقة]: «إنا قرأناها مراراً» فرجم⁣(⁣٣) بالغيب، وتلك عادته، وكيف أمرك بالجهل يكون.

  ثم قال: «وأما قوله [أي محيي الدين]: إن للإمام من اليد الطولى في فنون الأدب⁣(⁣٤)؛ فإذا⁣(⁣٥) كان إمامه على ما ذكر، ولم يُجِدْ آية من كتاب الله تلاها، ولا صحح في الإعراب رواية رواها، ولا فرّق في الخط بين هوى النفس المقصور، وبين الهوا الممدود، مع رجوى العصمة له، فكيف بغيره من الجهال، ومن هو منغمس في الضلال، {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ٤٤}⁣[الفرقان]،

  لولا مُسَاعَدَةُ الأيَّامِ تَسْتُرُهُم ... كَانُوا براذينَ بالأرْسَانِ واللُّجُمِ⁣(⁣٦)

  وأما استشهاده بأبيات المعري:

  فَيَا عَجَباً كَمْ يَدَّعي الفضلَ نَاقصٌ ... ويا أسفا كم يُظْهِرِ النَّقْصَ كَامِلُ


(١) العوار: العيب. تمت معجم.

(٢) أظآر جمع ظئر وهي: المرضعة لغير ولدها. تمت معجم.

(٣) بداية جواب الإمام #.

(٤) سبق تمام الكلام وهو لفظ: ما هو في الظهور كالنهار ... إلخ؛ فقطعه الفقيه قطع الله أثره.

(٥) بداية كلام فقيه الخارقة.

(٦) براذين جمع برذون: يطلق على غير العربي من الخيل والبغال. والأرسان جمع رسَن: ما كان من الأزمّة على الأنف. واللُّجُم جمع لجام: الحديدة في فم الفرس.