كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[حوار حول الإعتزاء إلى الإمام زيد بن علي (ع)]

صفحة 181 - الجزء 3

[حوار حول الإعتزاء إلى الإمام زيد بن علي (ع)]

  وأما قوله [أي محيي الدين]: «وأما بيان المسائل، فلم نتركه لجهل ولا غفلة، بل لظن أنه عرف شيئاً من مذاهب الزيدية، التي جرت فيها المحاورة للجبرية القدرية، فاشتغل # ببيان ما لم يجر فيه كلام، وغالب الظن أن هذا الفقيه ممن لا يعتمد على بحث ولا تفتيش، ولا فكر في الأقوال ولا تنقيش، إن كان ممن يقول: نهينا عن الجدل، فإن احتاج إلى الجدل والاستدلال، أورده على أضعف الوجوه والأحوال، ولو استقام على حالته الأولى في الخمول والإغفال، لكان أسلم له من القيل والقال، والسروب في المسالك العراض الطوال.

  ثم قال: فأقول⁣(⁣١) وبالله العون والتوفيق: ما هذا من هذا الرجل إلا تمويه وتزويق، وعدول عن قصد الطريق، سألنا إمامه عن صحة اعتزائه، واعتزاء فرقته إلى زيد بن علي –عليه وعلى آبائه السلام - فكان جوابه أن أخبرنا بولادته وفضله، وسبب خروجه وشهادته، على أنه في إخباره عن ذلك قد أتى بتخليط، وخالف غيره من المؤرخين، أهل السنة والمبتدعين، فإنهم ذكروا سبب خروجه بخلاف ما ذكر، ولكنا لم نذكر ذلك لأنا لا نعتمد على ما ذكره المؤرخون؛ لأنهم يأتون بالصحيح والسقيم، ونحن إنما نعتمد على ما نقله العدل عن العدل، حتى يتصل بالنبي ÷ فأشبه من قيل له من أبوك؟ فقال: خالي فلان، فليعجب من هذا الجواب كل إنسان.

  فلما أنكرنا عليه ذلك، وعرفناه أن ذلك ليس بجواب، وأن انتسابهم إلى عمرو بن عبيد إذاً أصوب وأقرب، جاء هذا المنتصر لهذا الإمام بهذا الخلف من الكلام، وقال: قد قدمنا أن الإمام عرفه أموراً لم يكن عارفاً بها، فليت شعري ما هذا العجب العجيب، فكيف اهتدى إمامه إلى هذا العلم الغريب؛ لما سئل عن


(١) القائل فقيه الخارقة.