كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[حوار حول الإعتزاء إلى الإمام زيد بن علي (ع)]

صفحة 182 - الجزء 3

  تصحيح اعتزائه إلى زيد بن علي –عليه وعلى آبائه السلام - ذكر ولادته وخروجه وفضله وشهادته، وزعم ناصره أن هذا من الحسنات التي يجب الشكر عليها، فاعتبروا يا أولي الأبصار.

  ثم قال: وأما قوله [أي محيي الدين]: ولكن الكلام كلام جاهل بحال نفسه، فكيف يعلم أحوال العلماء وأقوالهم؛ فأقول⁣(⁣١): لقد عدم الإنصاف، واعتمد كثير من الناس على المعاندة وإظهار الخلاف، فيالله ما يقولون أينا الجاهل، ومن هو عن رشده ساه غافل، وما أحسن أبيات المعري التي تمثل بها أولاً هاهنا، ولكن ادخرناها لمكان هي به أليق، وهو بها من هاهنا أولى وأوفق.

  ولكن إذا عجز إمامك عن تصحيح اعتزائه إلى زيد بن علي –عليه وعلى آبائه السلام - وهل تكشف هذا أم لا؟ فأنت أيها المأموم بالعجز عن ذلك أحرى وأولى، فلا تموه على الأشياع، ولا تدلس على الأتباع، فقد صان الله زيد بن علي وآباءه الكرام –عليهم أفضل الصلاة والسلام - عما ألصقته بهم من الجهل والابتداع».

  والجواب: أما قوله [أي فقيه الخارقة]: ما هذا من الرجل إلا تمويه وتزويق، وعدول عن قصد الطريق، فمثل⁣(⁣٢) هذا الكلام لا يعجز عنه العوام أن يقابلوا البرهان بالسب والإنكار، ولكن ليس ذلك من شيم الأحرار، وقد بينا له صحة انتسابنا إلى زيد بن علي #، وأن ذلك ما لا نزاع فيه بين الأنام، كما في سائر أهل المذاهب، وبينا أن أصول أهل البيت متفقة، لا يجوز الاختلاف بينهم فيها ولا يوجد، فإن كان معه برهان فليظهره، فعلومهم وتصانيفهم بالتبجيل عند أشياعهم محفوظة، وكان زيد بن علي # أول من سن الخروج على أئمة الجور، وجرد السيف بعد الدعاء إلى الله، فمن حذا حذوه من أهل البيت $ فهو


(١) القائل فقيه الخارقة.

(٢) بداية جواب الإمام عبدالله بن حمزة #.