كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[أهل البيت (ع) لا يختلفون في الأصول وفي الائتمام بزيد (ع)]

صفحة 185 - الجزء 3

  بن الحسن، وأمه وأم جدنا إبراهيم والحسن بن الحسن أمهم فاطمة بنت الحسين، المشبهة بحور العين التي لما اختارها جدنا الحسن بن الحسن # قيل فيها وفي سكينة: إن امرأتين أدونهما سكينة، لمنقطعتا القرين في الحسن والجمال.

  فجدنا أول من جمع ولادة الحسن والحسين من أولاد الحسن، كما أن محمد بن علي @ أول من جمعها من أولاد الحسين؛ لأن أمه أيضاً فاطمة بنت الحسن، فلو كانت نسبتنا لأجل مجرد الاعتقاد، فالاعتقاد واحد، والجد غير خامل، ولا مجهول.

  أنا ابنُ مَنْ إذا أَصَابَهُ غَضَبٌ ... يَغْضَبُ ربُّ السماءِ مِنْ غَضَبِهْ

  خَلِيْفَةُ اللهِ مِنْ بَرِيَّتِهِ ... وهو شَرِيْكُ النَّبِيِّ في نَسَبِهْ

  دُونَ بَنِي هَاشِمٍ ودون ذَوِي الْـ ... ـقُرْبَى إليهِ مِنْ عَبْدِ مُطَّلِبِهْ

  وفيها:

  ألم يَكُن والدي هَبِلْتَ⁣(⁣١) متى ... صلَّى لِرَبِّهِ امْتَطَى على صُلُبِه⁣(⁣٢)

  ثُمَّ يقولُ اتْرُكُوهُ لا تَرَكَتْ ... لَكَ الرَّزَايَا مالاً لِمُنْتَهِبِهْ

  وفيها:

  وَجَهَّلُونا وكمْ رَأيْتَ فتىً ... إنْ ذَكَر الله قام يَكْفُرُ بِهْ

  اعلم أيها الفقيه، أن جهل الجاهل لا يذهب بفضل الفاضل، وأكثر ما اتقيت به ما ألزمت من فضل أعدائك من أهل بيت محمد جهلك بذلك؛ فإن وقعت⁣(⁣٣) المعرفة بحقهم على علمك وأنت لا تعلم، ظلمت من لا ينبغي أن يظلم.


(١) هَبِلَ فلان هَبَلاً: فقد عقله وتمييزه. تمت معجم.

(٢) امتطى على صلبه: إشارة إلى صعود الحسن والحسين على ظهر رسول الله ÷ أثناء الصلاة.

(٣) ملخص معنى هذه العبارة: أنها إن وقعت المعرفة بحقهم عليك - والحال أن من شأنك ألا تعلم - ظلمت من لا ينبغي أن يظلم. انتهى إملاء الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.