كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[اعتراف الفقيه بعقيدة المجبرة القدرية]

صفحة 190 - الجزء 3

  الصفات، ولا الرؤية، ولا التشبيه، ولا خلق الأفعال، إلى آخر كلامه؛ فهذه⁣(⁣١) دعوى لا شاهد عليها ولا دليل، وقد بينا من المجبرة والقدرية، وأنه وفرقته المجبرة معنى، والقدرية حقاً، وأنهم شبهوا الله بخلقه في قولهم: إذا فعل كذا كان كذا، وقوله⁣(⁣٢): ولا خلق الأفعال، ولم⁣(⁣٣) يذكر خلقها لله أو لخلقه، فإن كان لله فهذا اتفاق، وإن كان لخلقه فقد دللنا على بطلان قول من ذهب إلى هذا.

  وأما الرؤية لله ø في الدار الآخرة من غير إحاطة ولا تمثيل، ولا تشبيه ولا تكييف، فمن رد ذلك فقد رد كتاب الله وسنة رسول الله ÷.

  وقوله⁣(⁣٤): ولا إرادة القبائح والفحشاء، فقد⁣(⁣٥) بينا ذلك قبل هذا. وقوله⁣(⁣٦): ولا القضاء بالمعاصي على الإطلاق، فنحن⁣(⁣٧) نقول بذلك. وقوله⁣(⁣٨): ولا تكليف ما لا يطاق؛ فنقول: لا⁣(⁣٩) يستحيل ذلك قال الله تعالى: {رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ}⁣[البقرة: ٢٨٦]، فلو لم يكن ممكناً لما ساغت الاستعاذة منه.

  وأيضاً فإن الله كلف أبا لهب الإيمان، وأمره أن يصدق نبيه بجميع ما أخبر به، ومن جملة ما أخبر به أنه لا يؤمن وأنه سيصلى النار، فقد أمره أن يصدقه بأنه لا يصدقه، وذلك جمع بين نقيضين، وتكليف ما لا يطاق.


(١) بداية كلام فقيه الخارقة.

(٢) الضمير يعود على الشيخ محيي الدين ¥.

(٣) بداية كلام فقيه الخارقة.

(٤) الضمير يعود على الشيخ محيي الدين ¥.

(٥) بداية كلام فقيه الخارقة.

(٦) الضمير يعود على الشيخ محيي الدين ¥.

(٧) بداية كلام فقيه الخارقة.

(٨) الضمير يعود على الشيخ محيي الدين ¥.

(٩) بداية كلام فقيه الخارقة.