[رسالة الإمام محمد بن عبدالله (ع) إلى خواص أصحابه]
  فكانف النبي ÷ في مواطنه، ويستريح إليه في أسراره(١)، ويستعديه لهممه، إذ النبي ÷ هو المستوحش من جماعتهم، والخائف على دمه منهم، أين زال النبي ÷ زال معه، وإن غال النبي ÷ أمرٌ وقاه بنفسه، فمن يساويه وهذه حاله ~؟
  والحال الأخرى حال القوم في كفرهم بربهم(٢)، وإنكارهم رسوله، واختيارهم
(١) (نخ): بأسراره.
(٢) قال ¦ في التعليق: قال في شرح النهج لابن أبي الحديد: روى عمر بن شبة عن سعيد بن جبير قال: (خطب ابن الزبير فنال من علي، فقطع خطبته محمد بن الحنفية وقال: يا معشر العرب شاهت الوجوه؛ أيُنتقص علي وأنتم حضور؟! إن علياً كان يد الله على أعداء الله، وصاعقة من أمره، أرسله الله على الكافرين والجاحدين لحَقِّه، فقتلهم بكفرهم، فشنؤوه وأبغضوه، وأضمروا له السيف والحسد، وابن عمه ÷ حي بعد لم يمت، فلما نقله الله إلى جواره، وأحب له ما عنده، أظهرت رجال أحقادها، وشفت أضغانها، فمنهم من بتره [ابتزه (ش نهج)] حقه، ومنهم من ائتمر به ليقتله، ومنهم من شتمه وقذفه بالأباطيل، ... إلى أن قال: إنه والله مايشتم علياً إلا كافر، أما إنه قد تخطت المنية منكم من سمع قول رسول الله ÷ فيه: «لايحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق إلخ». ومن حديث طويل قال الله تعالى: «يامحمد علي راية [آية (نخ)] الهدى، وإمام من أطاعني، ونور أوليائي، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين، من أحبه فقد أحبني، ومن أبغضه فقد أبغضني فبشره بذلك» إلى قوله: «غير أني مختصه بشيء من البلاء»، قال ÷: «قلت: ربي، أخي وصاحبي» قال: «قد سبق في علمي أنه مبتلى، لولا علي لم يُعرف حزبي ... إلخ».
رواه الخوارزمي بإسناده إلى أبي جعفر محمد بن علي عن آبائه عن علي $، تمت تفريج الكروب.
وأخرجه الكنجي [في الكفاية (ص ٦٤)]، وأبو نعيم [في الحلية (١/ ٦٦)]، وابن المغازلي [في المناقب (ص ٤٩) رقم (٦٩)] عن أبي برزة الأسلمي.
وأخرج الإمام أبو طالب عن أم سلمة قالت: (والذي نفسي بيده لقد سمعت رسول الله ÷ يقول: «علي مع الحق والقرآن، والحق والقرآن مع علي ... إلخ») [أمالي أبي طالب (ص ٥٥)].
وأخرج أيضاً عن علي # قال: قال رسول الله ÷: «يا علي أنت فارس العرب، وأنت قاتل الناكثين، والمارقين، والقاسطين، وأنت أخي، ومولى كل مؤمن ومؤمنة، وأنت سيف الله الذي لا يخطئ، وأنت رفيقي في الجنة» [الأمالي (ص ٦٦)].
وروى الفقيه حميد الشهيد بإسناده عن سلمان قال: إني سمعت رسول الله ÷ يقول: «من أحب علياً فقد أحبني، ومن أبغض علياً فقد أبغضني» [رواه الحاكم في المستدرك (٣/ ١٤١) رقم (٤٦٤٨) وقد تقدم قريباً].
=