كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[رسالة الإمام محمد بن عبدالله (ع) إلى خواص أصحابه]

صفحة 163 - الجزء 1

  عبادة أوثانهم، وعلي بن أبي طالب # يعظّم ما صغروا، ويكرم ما أهانوا؛ حتى دخل من دخل في دين الله رغبة أو رهبة، فلما طال على رسول الله ÷ تكذيب قومه إياه استشار علياً # فقال له: ما ترى؟

  قال: يا رسول الله ها⁣(⁣١) سيفي، وكان بالضرب به دونه جواداً، فقال رسول الله ÷: «إني لم أؤمر بالسيف فنم على فراشي وقني بنفسك حتى أخرج، فإني قد أُمرت بذلك»، فنام على فراشه، ووقاه بنفسه، باذلاً مهجته، واثقاً بأن الله غير خاذله.

  ومن يدعي الفضل عليه إما راصد لرسول الله ÷ أو معين عليه، أو جالس عنه، هممهم في ذبائح النعم على الأصنام، والاستقسام بالأزلام، وأقلام الملائكة تصعد بعمل رسول الله ÷ وبعمل علي #.

  فلما استقرت برسول الله ÷ الدار، وحلّ في الأنصار، أمره الله جل ثناؤه أن يشهر سيف التوحيد، وضمن له التأييد، فجاءت حال المنابذة، وتدانت


= وروى علي بن موسى الرضا بإسناده قال: قال رسول الله ÷: «ياعلي لولاك ما عُرف المؤمنون بعدي» تمت من صحيفته [ورواه ابن المغازلي (ص ٦٣) رقم (١٠١)، وهو في صحيفة علي بن موسى الرضا (ع) (ص ٤٥٧)].

وروى أبو علي الحسن بن علي الصفار بإسناده عن علي عنه ÷ قال: «لايحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق» [سيأتي تخريج هذا الحديث وألفاظه] تمت من الأربعين الحديث له.

ورواه ابن المغازلي عن علي من سبع طرق، وعن جابر عن علي # بلفظ: (لا يحبني كافر، ولا يبغضني مؤمن)، تمت من مناقبه.

ورواه من حديث المناشدة عن عامر عن علي عنه ÷: «لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا كافر» تمت مناقب.

نعم، وحديث الخوارزمي عن الباقر عن آبائه عن علي: «علي راية الهدى ... إلخ» ذكره أبو نعيم في حلية الأولياء [(١/ ٦٦) كما مر قريباً] عن أبي برزة الأسلمي، وروى نحوه بإسناد آخر عن أنس قال هذا ابن أبي الحديد في شرح النهج.

(١) (نخ): هذا.