[بحث حول: من الأولى بكونه عدوا لله]
  المؤثرة مع أن القدرة من العبد مؤثرة، كان تأثيراً بين مؤثرين.
  وإن أراد أن إرادة الله هي المؤثرة تحقيقاً، بطلت إضافة الفعل إلى العبد، وكان قوله بأن الإرادة مؤثرة باطل أيضاً، من حيث أن المؤثر في الأفعال هو كون القادر قادراً، فكيف يجعل ذلك الإرادة؟ فهذه أمور مختلطة كيفما دارت القضية.
[بحث حول: من الأولى بكونه عدواً لله]
  ثم قال: «وأما قول القدري: فأين أنت من متابعته #؟ كلا لا يجمع الله بين وليه وعدوه في دار السلام - فلست(١) أنكر أن زيد بن علي # باتباعه لآبائه الكرام من أولياء الله.
  وأما قوله [أي محيي الدين]: وبين عدوه - فليت(٢) شعري من العدو لله تعالى الذي يزعم أنه مساهمه في مملكته، وجعل له شريكاً من خليقته، وتحكم عليه في أفعاله، وكذب عليه وعلى نبيه في مقاله، وآذى الصحابة، وتبرأ من القرابة؟ وهذا هو مذهب صاحبنا القدري. أو الذي يقول: له التصرف في عباده كيف يشاء، من غير حجر ولا منع، وليس بظالم لهم، ولا مقبح إليهم، وهو الصادق فيما أخبر به، وكذا رسول الله ÷ واعتقد أن الصحابة على حق، وأن علياً ما قعد عن حق، ولا قام بباطل، وهذا مذهبي واعتقادي؛ فليت شعري - عند الإنصاف - أنا عدو الله أم هو؟!».
  فالجواب: أنا لا نساهمه في مملكته، وإن كنا قادرين على أفعالنا، ومستحقين على فعلها ما ذكر الله تعالى من جنة أو نار، فإنا لا نجعل له سبحانه شريكاً من خليقته، وإن كان كل مكلف إنما أُتي في معصيته من قِبَل نفسه، لا من قِبَل خالقه.
  ولا تحكمنا عليه في أفعاله، ولا كذَّبناه في مقاله، بل عملنا بما أمرنا، وصدقنا بما وعدنا، ولم نُجِزْ عليه الخُلف، ولا كذبناه ولا نبيه في شيء من ذلك، وإن كان
(١) بداية كلام فقيه الخارقة.
(٢) بداية كلام فقيه الخارقة.