[بحث حول الرافضة]
  ينتحلون شيعتنا، وليسوا من شيعتنا، وآية ذلك أنهم يشتمون أبا بكر وعمر، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإنهم مشركون)، وقد روي هذا الحديث من غير طريق عن علي #.
  فإذا كان النبي ÷ قد عينهم بأعيانهم، وحلاهم بحلاهم، فقد قطع الاجتهاد فيهم؛ فلا يجوز العدول عن ذلك إلى غيره، فقد بان أن الرافضة المعينون من ذكرنا».
  فالجواب: أن ما ذكره في الخبرين لا ينافي ما ذكرناه من خبر زيد بن علي #، فإن من طلب منه # سبهما والتبري منهما، أتباع الإمامية، ولا شك أن الإمامية يستجيزون سبهما، بل منهم من يعتقد ردتهما، ومنهم من يقول لم يسلما، قال شاعرهم:
  والقَومُ مَا أَسْلَمُوا لَكِنَّهُم قُهِرُوا ... فاسْتَسْلَمُوا فَرَقاً مِن غَيرِ إِيْمان
  ولا يمتنع أن يكون فيهم نَتن الريح، لهذا الاعتقاد وأمثاله، لغير دليل واضح، ولا علم لائح، بل جرأة على الصحابة بما ليس عندهم، وهو بهتان عظيم.
  ثم ظهر –أعني تكفيرهم لأبي بكر وعمر - وأنهما عاشا منافقين، وماتا كافرين، ثم أضافوا إلى ذلك رفض زيد بن علي # والتبري منه، ورفض الأئمة من ولد الحسن والحسين $ إلا أشخاصاً عينوهم، قال شاعرهم:
  سَنَّ ظُلْمَ الإمامِ للنَّاسِ زَيْدٌ ... إنَّ ظُلْمَ الإمامِ دَاءُ عُضَال
  وبنو الشَّيْخِ والقتيلُ بِفَخٍّ ... ثُمَّ يحي ومُؤْتِمُ الأشْبَال
  بنو الشيخ: أولاد عبدالله بن الحسن $ وقتيل فخ الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، ومؤتم الأشباب عيسى بن زيد $ على ما أخبر به النبي ÷ عند سؤالهم زيد بن علي # عن هذه المسألة، فانتشر الاسم، ولا يمتنع أن يكون من سماهم بذلك قد كان وقع له من