كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[جواب الإمام المنصور بالله # على انتقادات الفقيه في أخطاء الكتابة]

صفحة 225 - الجزء 3

  ومن ذلك قوله: «من لم يقم ويظهر نفسه ويدعو الناس»؛ لأي وجه أثبت الواو⁣(⁣١) فيه؟ وبأي دليل يستدل عليه؟

  ومن ذلك قوله: «وبيّن أن الظلم الذي تواعد عليه بالنار»، والتواعد لا يكون إلا بين اثنين، والتواعد غير التوعد؛ لكنك تباعدت عن الصواب أشد التباعد.

  ومن ذلك كتابتك «خالداً» بغير ألف في قول الله ø: {فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا}⁣[التوبة: ٦٣]، فأنت ظننت أنه مثل خالد؟ ويا بعد ما بين الأمرين، وشتان بين المذهبين.

  ومن ذلك قولك: «من العباد أجمع» بيِّن أين يجوز تأكيد الاسم المجموع؟ إنما يؤكد بأجمعين؛ لأنك قد سدَّت عليك أبواب اليقين؛ لأنه لا يؤكد بأجمع إلا المفرد، لكنك بالمعرفة لم تسعد، وقد كررت في كلامك قواعد مراراً، وأعدته أسفاراً، وكنت كما قال الله تعالى: {كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا}⁣[الجمعة: ٥].

  وأما نقدك إثبات النون في «يصيران»، فذلك من الهذيان، فهو من جملة خطاياك؛ لأنه يجوز قطعه عن الكلام الأول⁣(⁣٢)، ومن جملة خطاياك جمعك لكذب على إكذاب، فأين أنت عن هذا الباب؟ لأن المصدر لا يثنى ولا يجمع، إلا في أشياء محصورة، وهي عن معرفتك مقصورة.

  وأما نقدك كتابة «بماذا» بإثبات الألف، وأنه لم يقع فرق بين الإستفهامية والخبرية - فلعمري إن ذلك كذلك⁣(⁣٣)، ولم يحذف منه الألف إلا لكثرة


(١) أي في كلمة (يدعو) حيث هي معطوفة على مجزوم ..

(٢) قال ¦ في التعليق: يقال: أمَّا هنا فلا يصح القطع؛ لأن الكلام في معنى التوقف في شأن الشيخين والقطع ينافيه. ولعلَّ المراد بالقطع بأن تجعل الواو استئنافية مع تقدير قيد أي: ويصيران في نعيم مع فرض صغر المعصية.

(٣) كلام الإمام # يفيد أنه يحذف ألف ما الإستفهامية إذا دخل عليها حرف الجر سواء كانت مع ذا أم لا؛ لكن في قواعد الإعراب ما لفظه: وعلى وجوب حذف الألف إنما جاز إثبات الألف في لماذا فعلت لأن ألفها صارت حشواً بالتركيب مع ذا لصيرورتهما كالكلمة الواحدة فأشبهت ما الاستفهامية في حال تركيبها مع ذا الموصولة إلى آخره. تمت من خطّ الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.