كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[حوار حول كتاب مصباح الشريعة لجعفر الصادق (ع)]

صفحة 243 - الجزء 3

  من طعن الله بها صدره)؛ فكأنه قد علم أن المأخوذ مما يطعن به!

  ومع اتباع قوله # يخلص الإنسان من الخطر، والانهماك مع الغرر، وهو الذي يقتضيه الورع والدين، وقامت عليه الأدلة والبراهين.

  وأما قوله [أي فقيه الخارقة]: «لأنا نروي بسندنا المذكور في الشريعة عن زهير بن محمد، قال: قال أبي لجعفر بن محمد: إن لي جاراً يزعم أنك تتبرأ من أبي بكر وعمر. فقال: برئ الله من جارك، والله إني لأرجو أن ينفعني الله بقرابتي من أبي بكر ¥، ولقد اشتكيت شكاة فأوصيت إلى خالي عبدالرحمن بن القاسم؛ لأن أم جعفر بن محمد # بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ¤.

  وبالسند عن سالم بن أبي حفصة، قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي، وجعفر بن محمد، عن أبي بكر وعمر، فقال: يا سالم تولهما، وابرأ من عدوهما، فإنهما كانا إمامي هدى.

  وعن سالم أيضاً قال: دخلت على جعفر بن محمد @ أعوده وهو مريض، فأراه قال من أجلي: اللهم إني أحب أبا بكر، وعمر، وأتولاهما، اللهم إن كان في نفسي سوى هذا، فلا تنالني شفاعة محمد ÷ يوم القيامة.

  فهذا محمد بن علي، وجعفر بن محمد @ قد أمرا بالتبري من هذا القدري، وممن كان على مذهبه؛ لعداوتهم لأبي بكر وعمر».

  فالجواب: أن الفقيه إن رضي في صحة طريق الخبر، أن يقول: سنده في الشريعة، وفي الخبر الثاني: وبالسند، ولم يذكر هل هو المتقدم أو سواه - كِلنا له بهذا المكيال، وأريناه ما الصحيح من الأخبار والأقوال.

  ولا بد إن شاء الله تعالى من أن نفرد لذكر⁣(⁣١) أهل البيت $ ورجالهم، وأخبارهم، موضعاً يكون ذلك مجموعاً فيه، وما يتعلق به من ذكر الصحابة، وما


(١) ذكر هذا الذي أشار إليه الإمام في الجزء الأول من هذه الأجزاء.