[النص على إمامة أمير المؤمنين (ع) لا خلاف فيه وإنما الخلاف في وجه دلالته]
  نزاع فيه، ولا نقول: إن النص جلي، وإنهم علموا قصد الرسول منه ضرورة، وخالفوه عنوة، بل هذا إنما يلزم من قال: إن النبي ÷ نص على علي # نصاً جلياً، اضطر الكل من الصحابة إلى معرفة المراد به، وهؤلاء هم الإمامية، وتابعهم على غوايتهم في ذلك عن الحق الباطنية، توصلاً إلى الطعن على أصحاب النبي ÷، وأنهم جحدوا ما استيقنوا صحته، ودفعوا ما علموا وجوبه من النبي ÷، وأوجبوا بذلك كفرهم، وردتهم عن الإسلام، وفيهم من يقول: إن كبارهم كانوا منافقين، حتى قال شاعرهم:
  والقَومُ مَا أَسْلَمُوا لَكِنَّهُم قُهِرُوا ... فاسْتَسْلَمُوا فَرَقاً(١) مِن غَيرِ إِيْمان
  وقال فيه:
  وَهُم يُدِيْرُوْنَهَا مَا بَيْنَهُم عَبَثاً ... دَوْرَ الكُؤوسِ على غَوغَاءِ فِتْيَانِ
  هذا يُنَاوِلُها هذا وذَاكَ لِذَا ... كَأنَّهَا كُرَةٌ في وَسْطِ مَيْدَان
  وأما عند فضلاء الزيدية، ومن شاركهم من علماء البرية، فهو نص محتمل للتأويل، محتاج إلى النظر في الدليل، فوقع التقصير في النظر ممن وقع، وتضايق ذلك الوقت لتلك الموجبات التي جرت، وفاز بصحة النظر الثاقب، والرأي الصائب في ذلك من فاز وأصاب الحق.
  فما في هذا من تشنيع أو قول فظيع، أن تظهر المسألة الاستدلالية لبعض من النظار، وتخفى على البعض لوجه من الاستتار، إما لشغل خاطره، أو لتقصير
= تصريح فيه. ولذا لا يقول الإمام إنهم عصوا وظلموا بإجماع العترة؛ بل مستند توقفه إنما هو لعدم جزمه بكبر خطأهم، وتارة يقول: إنما هو عن تلفيق يعني وإلا فالحكم أنهم علموا وأنه كبيرة أقرب، لكن الوقف أولى، ومن نظر ومقصده رضاء الله سبحانه، فلا بد من هدايته للحق، والله المستعان.
(*) هذا الكلام كله هو كلام الشيخ محيي الدين القرشي فلا نظر على الإمام، والله الموفق فتأمل. تمت من خطّ الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.
(١) فَرِق فَرَقاً: جزع واشتد خوفه. تمت (معجم).