كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الكلام في حديث اقتدوا بالذين من بعدي]

صفحة 267 - الجزء 3

  واهتداء، من قد شاع فضلهما وظهر، فقال: «اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر»؛ فزعم هذا الجاهل القدري، والمشرك المجوسي، أنه قد فاز دونهم بصحة النظر الثاقب والرأي الصائب، وأنه في ذلك لهم فاضل غالب، فكيف يقدر على إظهار هذه الجرأة العظيمة؟! وكيف لا يحترز من القبيح بسلوك هذه الطريقة الذميمة؟ فلقد قصر عنه ذم من ذم، وسيعلم ما يحل به عند مشاهدة غِبَّ صنيعه، من تأسف وندم.

  ومع هذا فلقد أزرى بالإمام - أعني علياً # - لأنه كان ممن غبي، وهو على أصله ممن تهور في هذا وغوي، وإنه لم يعلم معاني هذه الأخبار؛ إذ لم يسمع ذلك منه قط في إعلان ولا إسرار، ولا احتج به يوم السقيفة، ولا في خلافة أبي بكر،


= قال: وقال أبو حاتم: ليس بحافظ، تغير حفظه.

وقال أحمد: ضعيف يغلط.

وقال ابن معين: مخلِّط.

وقال ابن خراش: كان شعبة لا يرضاه.

قال: وذكر الكوسج عن أحمد أنه ضعفه

قال الذهبي في كتابه: هذا وأمَّا ابن الجوزي فذكره فحكى الجرح، وما ذَكَرَ التوثيق قال: وثَّقَه العجلي، والعجلي قد تكلم فيه العقيلي.

وقال ابن حجر في (التلخيص): حديث: (إقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر)؛ من حديث عبدالملك بن عمير عن ربعي عن حذيفة.

قال: أعلَّه ابن أبي حاتم عن أبيه، وأخرجه العقيلي من حديث مالك عن مالك عن ابن عمر.

وقال: لا أصل له من حديث مالك.

وقال البزار، وابن حزم: لا يصح؛ لأنه من عبدالملك عن مولى بن ربعي وهو مجهول عن ربعي.

ورواه وكيع عن سالم المرادي عن عمرو ابن مُرّة عن ربعي عن رجل من أصحاب حذيفة، عن حذيفة، فتبين أن عبد الملك لم يسمعه من ربعي، وأن ربعياً لم يسمعه من حذيفة. انتهى كلام ابن حجر.

وقال الذهبي في (الميزان): سالم بن العلاء أبو العلاء المرادي، وقيل سالم بن عبدالواحد، ضعفه يحيى بن معين، والنسائي [ميزان الاعتدال (٣/ ١٦٦)]، وعمرو بن مُرّة يرى الإرجاء.

وقال مغيرة بن مقسم: لم يزل في الناس تقية حتى دخل عمرو بن مُرّة في الإرجاء فتهافتوا فيه. انتهى ما ذكره الذهبي في (الميزان). تمت من (إملاء القاسم بن محمد #).