[دعوى الفقيه أن أمر أبي بكر أمر استبان رشده والرد عليها]
  ثم قال: «وأما قوله [أي محيي الدين]: إن الرافضة هم الذين رفضوا زيد بن علي –# وعلى آبائه - فلسنا(١) نسلم له قوله هذا؛ لأنا قد روينا عن النبي ÷ وعن علي # ما ميزهم به عن سواهم، وأنهم الذين يشتمون أبا بكر وعمر والنبي ÷ أعرف بهم من غيره، فلا معنى لقول من قال بخلاف قوله».
  فالجواب: أنا وإن قلنا بذلك لم يمنع من كون رافض زيد بن علي # رافضياً، بل في الخبر الذي رواه ما يدل على أنهم فريق واحد؛ لأن رفضهم له # من حيث لم يطلق السب لهما، ولكل سلف خلف، وهذا مصادمة في غير المطلوب، فلا نكير فيه، وقد صدق الله في صفتهم ورسوله ÷.
  ولا شك في أنهم يلعنون أبا بكر وعمر وعثمان وأكثر الصحابة، وهذا ظاهر من دينهم، فقد أحسن رسول الله ÷ في صفتهم، وكان بدء ظهور أمرهم رفض زيد بن علي # وأتبعوه بما ذكرنا.
  ثم قال: «قوله [أي محيي الدين]: وأما وصفه للباطنية بما قال فهو(٢) كما ذكر، وليس فيما قلنا مناقضة، ولا يبعد أن يكونوا رافضة باطنية، فما الذي يمنع من هذا؟».
  فالجواب: أنا لا ننكر ذلك، لكن الاسم يختص بمن سمي به، وإن شاركه فيه غيره على وجه لم يتميز به عن غيره، وبهذا لا يكون النصراني يهودياً لإقراره بموسى، ولا المسلم نصرانياً لإقراره بعيسى، وإنما يسمى كل واحد بما يتميز به عن سائر الفرق، وإن شاركه غيره في بعض ما يعتقده.
[دعوى الفقيه أن أمر أبي بكر أمر استبان رشده والرد عليها]
  ثم قال: «وأما قوله [أي محيي الدين]: إن إمامه توقف حيث أوقفه الدليل، واستدل بالحديث - فلو(٣) كان لإمامه نظر ثاقب، ورأي صائب، ولم يقلد غيره
(١) بداية كلام فقيه الخارقة.
(٢) بداية كلام فقيه الخارقة.
(٣) بداية كلام فقيه الخارقة.