كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[دعوى الفقيه أن أمر أبي بكر أمر استبان رشده والرد عليها]

صفحة 289 - الجزء 3

  من أبناء جنسه، لعلم أن أمر أبي بكر أمر استبان رشده، وكان الواجب عليه اتباعه، لكنه لو سلك هذا الطريق لزالت عنه سلطنته، ولفارق أشياعه».

  فالجواب: أن الإمام لم يقلد أبناء جنسه، وإن كان جنساً طاهراً زكياً، ولا قلد غيرهم، وإنما اتبع الدليل.

  وأما قوله [أي فقيه الخارقة]: «لعلم أن أمر أبي بكر أمر استبان رشده».

  فالجواب عن ذلك: أن الإمام رأى أن رشد علي أهدى، واتباعه أولى؛ لأنه كان يهدي ولا يُهدَى، وفزع القوم إليه ولم يفزع إلى أحد.

  فإن أراد ما كان عليه من السيرة الجميلة في وقت النبي ÷ فهو كما قال، وإن أراد في أمر الخلافة واستبداده بالأمر دون أهله، فمعاذ الله أن يكون ذلك الفعل رشداً، بل ضلالة وغواية ومخالفة للحق، فكيف يكون كما قال ونصوص الكتاب الكريم والسنة المطهرة ناطقة بثبوت الإمامة لأمير المؤمنين #(⁣١)؟


(١) قال ¦ في التعليق: قال الإمام محمد بن عبدالله الوزير أخرج الدارقطني في (الأفراد) والحاكم في مستدركه عن علي مرفوعاً: «إن الأمَّة ستغدر بك ...» إلى آخر ما ذكره في (شرح التحفة) الآتي قريباً [أخرج حديث: (إن الأمة ستغدر بك): الحاكم في المستدرك (٣/ ١٥٣) رقم (٤٦٨٦) وفيه: (وأنت تعيش على ملتي ... إلخ)]. ثم ذكر الإمام # روايتين قال: وصحح الحاكم الروايات كلها عن علي. ثم ذكر حديث: «لكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة»، من رواية الصحيحين، وأبو داود، والترمذي: ولا غادر أعظم ممَّن غدر أمير عامة المسلمين. انتهى باختصار.

نعم، ويأتي حديث الحدائق السبع، وفيه بكاء رسول الله ÷، وقول علي #: ما يبكيك؟ فقال: «ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها لك إلا من بعدي ... إلخ»، أخرجه البزار، وأبو يعلى، والحاكم، وأبو الشيخ، والخطيب، وابن الجوزي، وابن النجار، والسيوطي في (الكبير) وعزاه إلى من تقدم، والذهبي، عن ابن عباس، والنسائي في (مسند علي)، والكنجي في مناقبه عن أنس، قال: وهكذا سياق مؤرخ الشام يعني ابن عساكر ومحمد بن سليمان الكوفي عن علي #، وعن أبي رافع، وعن أنس، وعن يونس بن خان مرفوعاً قال في (المقصد الحسن)، وفي (الإقبال): ورواه البغوي والنسائي، وقال في (أسنى المطالب): أخرجه أبو حامد البزار في مسنده، وأبو يعلى في سننه، وأبو الشيخ في كتاب (القطع والسرقة)، والخطيب وابن النجار في تاريخيهما، ويأتي. وقال: هذا الإمام محمد بن عبدالله الوزير إلى قوله: وعزاه إلى من تقدم. ثم قال: وصححه الحاكم. انتهى. روى عثمان بن سعيد عن =