كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الفرق بين أهل العدل وأهل الجبر]

صفحة 293 - الجزء 3

  ويظن استقلاله، مع وها عماد أساس المباني».

  فالجواب: أن سبب ذكره للإرجاء، هو الاعتماد على مجرد محبة أهل البيت $، مع الانهماك في المعاصي والآثام.

[الفرق بين أهل العدل وأهل الجبر]

  ثم قال: «قال القدري: وأما قوله [أي فقيه الخارقة]: إن الإمام # يعتقد أن الله تعالى ليس بعفو ولا غفور - فهو⁣(⁣١) من جملة ما جسر عليه من كلام الزور، والنطق بالفجور؛ لأن كلام أهل العدل والتوحيد مشحون بذلك، بخلاف ما ذهب إليه أهل الجبر، من أنه يجوز أن يعذب الأنبياء $ بذنوب الفراعنة، فيا بعد ما بين الرحمة والعفو، وعذاب من لا يستحق العذاب.

  فأقول [أي فقيه الخارقة]: لقد اجترأ هذا الرجل على ذكر مذهبه، مع كونه مناظراً عليه من مجادلته، ومشحوناً في كتبه، ولقد ذكرنا قسمة الذنوب، وألزمناهم من ذلك أن لا مغفرة عندهم لعلام الغيوب؛ فإما أن يتركوا مذهبهم، أو يدعوا زورهم علينا وكذبهم.

  وقوله [أي محيي الدين]: لأن كلام أهل العدل والتوحيد مشحون بذلك - فقول⁣(⁣٢) ساقط ذاهب المعنى؛ أما سقوطه فقوله: لأن كلام أهل العدل والتوحيد مشحون بذلك، وكيف يكون الكلام مشحوناً بالكلام، وليت شعري ما أردت بقولك: مشحون بذلك أتريد بذكر أن الله ليس بعفو ولا غفور، وهو الصحيح عندك فَلِمَ تنكره؟

  أم تريد مشحوناً بكلام الزور، والنطق بالفجور، فهو الصحيح عندنا، فكيف تعيب ذلك بزعمك علينا؟ ولا تجد شيئاً يعود عليه ذلك سوى أحد هذين الأمرين، فاختر أحدهما ولا محيص لك منهما، وأما ذهاب معناه فلما ذكرنا من


(١) بداية جواب الشيخ محيي الدين.

(٢) بداية كلام فقيه الخارقة.