كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[أهل البيت (ع) من حيث مكانتهم وأنواع المضار التي نزلت بهم]

صفحة 312 - الجزء 3

  فَضُلْتُم قَوْمَكُم فَخْراً بِأُمِّكُمُ ... أمٌّ لَعَمْرِي حَصَانٌ عِفَّةٌ كَرَمُ

  ثم قال:

  إنَّ السُّيُوفَ (تنز) لَكُم⁣(⁣١) ما تَطْلُبُون بها ... فَلا تَنُوشُكُم الذُّؤْبَان والرُّخَمُ⁣(⁣٢)

  لما خصّهم الله به من ولادته الزكية، ولما حققه - وقوله الحق - أنهم أبناؤه وعصبته دون جميع الأقارب، وكان ذلك خاصة، كما ورد مثله في موارد الأحكام، فهم أولى به بالتعصيب، وذوو أرحامه، كما قال تعالى: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ}⁣[الأنفال: ٧٥].

  ولأنه ÷ لو بعث لنكح في بني هاشم لا فينا؛ لأنهن بناته، ولما ضرب بينهن وبينه حجاب، فأي قرابة أقرب من هذا إن كنت تعقل؟

  وعلى أن أيّامهم وإن لم تطل، ودولتهم وإن لم تدل، فقد لقي عدوهم منهم أنواع العذاب، هذا جدنا محمد بن إبراهيم⁣(⁣٣) # وهو القائم بالكوفة، عد


(١) لا يستقيم البيت إلا بحذف لفظة (تنز) فقد أخلت به وزناً ومعنى فيصح هكذا: إن السيوف لكم ما تطلبون بها ... إلخ. تمت من خطّ الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.

(٢) ذُكِرَتْ قصيدة يزيد هذه في عدة مصادر منها: معجم الأدباء لياقوت، وكذلك في تاريخ الطبري، وهي أيضاً مذكورة في البداية والنهاية، والطبقات الكبرى، وتاريخ حلب، وغيرها باختلاف في القصة، ولفظ الأبيات في أغلب هذه المصادر:

عَنَّيْتُمُ قَوْمَكُمْ فَخْرًا بِأُمِّكُمُ ... أُمٌّ لَعَمْرِي حَصَانٌ بَرَّةٌ كَرَمُ

هِيَ الَّتِي لَا يُدَانِي فَضْلَهَا أَحَدٌ ... بِنْتُ الرَّسُولِ وَخَيْرُ النَّاسِ قَدْ عَلِمُوا

وَفَضْلُهَا لَكُمُ فَضْلٌ وَغَيْرُكُمُ ... مِنْ قَوْمِكُمْ لَهُمْ فِي فَضْلِهَا قِسَمُ

إِنِّي لَأَعْلَمُ أَوْ ظَنًّا كَعَالِمِهِ ... وَالظَّنُّ يَصْدُقُ أَحْيَانًا فَيَنْتَظِمُ

أَنْ سَوْفَ يَتْرُكُكُمْ مَا تَدَّعُونَ بِهَا ... قَتْلَى تَهَادَاكُمُ الْعِقْبَانُ وَالرَّخَمُ

وفي نسخة مخطوطة صورة رقم (٢٦١) البيت الأول كما هو مثبت هنا في الأصل، والبيت الثاني:

أن سوف يترككم ما تطلبون بها ... فلا تنوشكم العقبان والرخم

(٣) ذكره الإمام في الجزء الأول، وذكره الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي # في التحف شرح الزلف ص (١٤٤).