كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[أخبار مسندة في أن الفاسق لا شفاعة له]

صفحة 317 - الجزء 3

  لها؟ لأن آيات الوعيد توجب القطع على عقاب الفساق، وخلودهم في النار، والآيات في ذكر الشفاعة تمنع من حصولها للفساق، فكيف وهذا الخبر غير متخلص من معارضة الكتاب الكريم؟ وما عارضه من الآحاد اطُّرِحَ، كما قال عمر في حديث فاطمة بنت قيس: لا ندع كتاب ربنا وسنة نبينا لقول امرأة، لا ندري أصدقت أم كذبت.

  وقد ثبت إجماع أهل الإسلام على قبول رواية المرأة، كما تقبل رواية الرجل على ما قدمنا؛ فكل ذلك يقضي بأن لا شفاعة لفاسق.

[أخبار مسندة في أن الفاسق لا شفاعة له]

  ثم هذا الخبر معارض بأخبار مُسنَدة؛ من طريق الشيخ الإمام الزاهد طاهر بن الحسين بن علي السمان، من كتاب المنتخب من الإرشاد، تأليف الشيخ أبي القاسم ناجية بن محمد بن عبدالجبار التيمي | يرفعه إلى من يحكى عنه.

  فمن ذلك: ما بَلَغ به إلى أبي أمامة قال: قال رسول الله ÷: «صنفان من أمتي لن تنالهما شفاعتي: سلطان ظالم غشوم، وغال في الدين مارق» وفي روايته الأخرى: «وغال مارق في الدين»⁣(⁣١).

  وبهذا الإسناد إلى هشام بن عروة، عن عائشة قالت: قال رسول الله ÷: «رحم الله امرأً كف لسانه عن أعراض المسلمين، لا تحل شفاعتي لطعان ولا لعان».


(١) قال ¦ في التعليق: وأخرجه الطبراني عن أبي أمامة بلفظ: «سلطان ظلوم غشوم، وغال في الدين مارق» تمت (اعتصام)، أفاده الإمام محمد بن [عبدالله] الوزير #. وأخرجه محمد بن سليمان الكوفي عن أبي أُمَامَة. وأخرج أحمد والترمذي عن عثمان: «من غش العرب لم يدخل في شفاعتي ولم تنله مودتي». ذكره في (الجامع الصغير) للأسيوطي، أفاده الإمام محمد أيضاً. ويأتي رواية الإمام له عن عثمان في آخر هذا الجزء. وقال الإمام محمد في حديث: «صنفان من أمتي لا تنالهما شفاعتي يوم القيامة: المرجئة والقدرية». أخرجه أبو نعيم في (الحلية) عن أنس مرفوعاً، والطبراني في (الأوسط) عن واثلة وعن جابر مرفوعاً. وقال ÷: «ثلاثة لا تحل لهم شفاعتي: ناكح البهيمة، ولاوي الصدقة، والمنكوح من الذكور مثل ما يُنكح من النساء». رواه السَّمَان عن علي #.