[أخبار مسندة في أن الفاسق لا شفاعة له]
  «إن أقربكم مني غداً، وأوجبكم علي شفاعة: أصدقكم حديثاً، وأداكم لأمانته(١)، وأحسنكم خلقاً، وأقربكم من الناس»(٢).
(١) للأمانة (نخ).
(٢) قال ¦ في التعليق: وأخرجه أبو طالب عن زيد بن علي عن آبائه عن علي # ... إلخ، وهو في (مجموع زيد بن علي).
وعن جابر: ان رسول الله ÷ قال: «من قال حين يسمع النداء: اللَّهُمَّ ربَّ هذه الدعوة التامة إلى قوله: وابعثه مقاماً محموداً، حلت له شفاعتي يوم القيامة». رواه البخاري، وأحمد، وأبو داود، والترمذي، وروى نحوه أبو الشيخ، عن ابن عمر.
وروى ابن التيمي، ورواه الطحاوي، والطبراني في (الكبير)، عن ابن مسعود مرفوعاً: «إذا سمع النداء في الصلاة، فكبر المنادي، فيكبر إلى قوله: إلا وجبتْ له الشفاعة مني يوم القيامة».
وفي رواية للطبراني في (الكبير) عن أبي أمامة: «من دعا بهذه الدعوات في دبر كل صلاة مكتوبة حلت له الشفاعة مني يوم القيامة: اللَّهُمَّ اعط محمداً الوسيلة ... إلخ).، انتهى من (الإلمام) لابن حريوه، أفاده محمد بن عبدالله الوزير (رحمهم الله تعالى).
ثم قال الإمام محمد بن عبدالله: وفي الحديث المشهور، وقد أخرجه البخاري، وأبو داود، والنسائي، عن جابر، المتفق عليه الأمَّة في الدعاء بين الأذان والإقامة: «اللَّهُمَّ ربَّ هذه الدعوة التامة إلى قوله: وشفِّعه في أمته، وأدخلنا في شفاعته». انتهى.
ومن حديث أخرجه الحاكم أنه ÷ قال: «إن ربِّي خيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنَّة وبين الشفاعة، فاخترت الشفاعة، فقلنا: يا رسول الله؛ ادع الله أن يجعلنا من أهلها، قال: هي لكل مسلم» [وهذا مما يدل على أن من حرمها من الأمة حرم الجنة إذ ليس بمسلم فلا يرد ما ألزمنا به فقيه الخارقة من أنه لا يفوته إلا زيادة الدرجات على مذهبنا. هذا معنى كلامه فتدبره والله الموفق. تمت كاتبها عفى الله عنه. كذا في هامش الأصل]. ثم قال الحاكم: صحيح الإسناد على شرط مسلم، ورواته كلهم ثقات على شرطهما وليس له علَّة. انتهى.
ولا شك أن المراد بالإسلام المرادف للدين والإيمان.
وأخرج ابن عدي مرفوعاً: «من أبغض أحداً من أهل بيتي فقد حرم شفاعتي» [السمهودي في جواهره (ص ٣٤٢)]. أخرجه عن أنس.
وقد مضى حديث: «من سرّه أن يحيى حياتي» وفيه: «فإنهم عترتي إلى قوله: القاطعين فيهم صلتي لا أنالهم الله شفاعتي».
وذكر من أخرجه في حاشية الجزء الثاني. ويأتي أيضاً في الجزء الرابع، وكذا حديث الصحيفة لعلي بن موسى الرضا: «أربعة أنا شفيع لهم يوم القيامة».
=