[بحث حول وجوب إجابة داعي الله، ومن هو]
  فالجواب: أنه لو أنصف لعرف أن ما بلغه من ناحيتنا مؤيد بالكتاب والسنة، ولكن التعصب للمذاهب الباطلة منع عن النظر في صحة المذاهب الصحيحة.
[بحث حول وجوب إجابة داعي الله، ومن هو]
  ثم قال [أي فقيه الخارقة]: «وأما ما هذى به وطول، من أنه قد بلغتنا الدعوة، وأنه قد وجبت علينا الإجابة، وتوعدنا على ترك القبول، وتهددنا عن التأخر عن الوصول، واستدل بقوله تعالى: {يَاقَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ}[الأحقاف: ٣١]، وبقوله #: «من سمع واعيتنا أهل البيت ..» الحديث، ولعمر الله، إن داعي الله المراد بالآية هو رسول الله ÷».
  فالجواب: أنه لو حمل على أن المراد بالداعي الرسول، فلم أضافه إلى أهل البيت، وهم أهل بيت النبي ÷؟ فإضافتهم وقعت إليه، والشيء لا يضاف إلى نفسه حقيقة، ولا ضرورة هاهنا تلجئ إلى ذلك فيقصر عليه، بل يحمل اللفظ على أهل بيته، ويوفى الجميع حقه، ويحقق الإضافة والمضاف؛ إذ لا مانع من ذلك، وما سواه تكلف لا دليل عليه، ولا ملجئ يلجئ إليه.
  وأما قوله [أي فقيه الخارقة]: «ولو أجبنا إمامه كما يزعم ويقول لخالفنا الله فيما ندبنا إليه من إجابة الرسول؛ لأن هذا يدعو إلى خلاف ما كان عليه النبي ÷، والصحابة الراشدون، والعترة المتقدمون».
  فالجواب: أن الواجب على الفقيه أن يبين ما الذي خالف فيه الإمام النبي –عليه وآله أفضل الصلاة والسلام - وكذلك العترة، والخلفاء المتقدمين.
  فأما حكاية الفِرْية فلا يعجز عنها أحد من الناس؛ فإن أراد بذلك أنه مخالف لمن ذكر في أصول الدين فقد ظهر له الاعتقاد فيما وصل إليه من الرسائل، التي ليس فيها ما يُنْقَد إلا مخالفة الفقيه ومن كان على طريقته، لكن قد قامت الأدلة الواضحة على صحة ما ظهر له عنا، وعن أهل ملتنا، سواء كان فيما يتعلق بالتوحيد أو العدل أو الوعد أو الوعيد أو الخلود أو الإمامة أو الشفاعة أو مسألة