كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[اعتراض الفقيه على ذكر فضائل علي (ع) وعدم ذكر فضائل أبي بكر]

صفحة 327 - الجزء 3

  فلما لم يجد ناصره حجة عدل عن الجواب إلى الكذب والدعوى، وهذا يدل على قلة الحياء وعدم التقوى».

  فالجواب: أنا قد قدمنا من صحة إضافتها إلى من أضيفت إليه في روايتنا، فلا معنى لإعادته.

[اعتراض الفقيه على ذكر فضائل علي (ع) وعدم ذكر فضائل أبي بكر]

  وأما قوله: «قال القدري: وما ذكره بعد كلام كثير قليل الفائدة من قوله [أي فقيه الخارقة]: لِمَ ذكر فضل العترة ولم يذكر فضل الصحابة من الكتب التي هو فيها؟ - فهو⁣(⁣١) كلام لا وجه له؛ لأن الإمام # ذكر ما يحتج به على ما هو بصدده من فضل أهل البيت $، وأنهم نِصَاب الإمامة، ومعدن الزعامة، ولم يكن لسائر الصحابة ما يوجب ذكر فضائلهم، ولا وقعت أيضاً مناكرة فيحتاج إلى الاحتجاج لما يريد من ذلك.

  فأقول⁣(⁣٢) ومن الله العون واللطف: لم أقل كما نقل هذا الرجل، وإنما قلت: وأما تعدادك للكتب التي نقلت منها فضل العترة، فكيف لم تعرف منها فضل الصحابة ¤ أو عرفتها فكتمتها، إذ لم يذكر هذا الإمام في رسالته شيئاً من ذلك. وكان ينبغي له إن كان عنده علم وبصيرة كما يذكر، مع دعواه الإمامة، وانتصابه للزعامة، أن يذكر فضائل أبي بكر، وفضائل علي ® وما ورد فيهما في الكتاب والسنة، ويرجح الفضائل بعضها على بعض، ويتكلم في معاني الأحاديث، ويوضح ذلك أيضاً، حتى تلزم الخصم الحجة، ويقطع العذر، كفعل أهل التحقيق، وأرباب النظر الدقيق، ليشفي الغلة، ويزيل العلة، وليسلك الطريقة التي تنبغي لأمثاله.

  فأما أن يذكر فضائل علي # ويعرض عن فضل أبي بكر وإن أُورد عليه


(١) بداية جواب الشيخ محيي الدين.

(٢) القائل هو فقيه الخارقة.