[بحث حول قوله تعالى: {إنما وليكم الله ورسوله ...} الآية]
  # أتى من تفصيل ذلك وتحقيقه بما يقتضيه علمه الواسع، وفضله الجامع، مما لو تدبره صاحب الرسالة بعين البصيرة، وخلع لجام التقليد؛ لعرف الحق، وأزال عن الإمام # ما جسر عليه من اللوم والتفنيد.
  وأما جوابه(١) بزعمه عن هذا الاستدلال بقوله: فأقول: حاصل ما ذكرت من الآية والأخبار الموردة مع ما في خلال ذلك من التخليط، والكلام المتناقض - يرجع إلى أن علياً # ولي المؤمنين وهو كذلك، ولا يحتاج في ذلك إلى دليل، بل قد قال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}[التوبة: ٧١].
  إلا أن هذا يتضمن فضل علي # والثناء عليه، وإخبار(٢) عن مساواة ظاهره وباطنه، قال: لم يذكر في كلامه(٣) من أي وجه أفاد معنى الإمامة، فهذه عيون كلامه.
  والكلام(٤) عليه في ذلك: أن الإمام # لم يُغفل ذلك؛ إذ هو المقصود بالاستدلال، ولهذا حكى المعترض أول الدليل ولم يذكر آخره، ليبقى له موضع للسؤال، ولكن فكيف يظن أن هذا التلبيس يجوز على أهل الحجى والنُّهى، وأهل الرجاحة والصفا، ومن هذا فيهم وفيه(٥) دأبهم مع أن أصل الآية يقتضي
(١) الجواب ورد من الفقيه في الرسالة الأولى المسماة بالدامغة.
(٢) قف على إقرار الفقيه بشيء مما يفيد عصمة أمير المؤمنين –# -.
(٣) الضمير يعود على الإمام #.
(٤) بداية جواب الشيخ محيي الدين ¥.
(٥) قوله: (ومن هذا فيهم وفيه) الإشارة بهذا إلى الوصف بالحجى والنهى والرجاحة والصفا، والضمير في قوله: فيهم، راجع إلى أهل الحجى ... إلخ؛ وفيه: إلى الإمام # والمعنى أن التلبيس لا يجوز أي لا يصح على أهل الحجى والنهى عامة، وعلى من هذا الوصف فيهم خاصة، وهم أهل البيت وأولياؤهم وفيه أي الإمام #، وإنما خصه وإن كان قد دخل لكون أصل الكلام في شأنه، وفيه زيادة تعظيم له.
وقوله: (دأبهم) أي عادتهم المستمرة، وقوله: (مع أن أصل الآية) أي أن الإمام # لم يغفل ذلك مع أنه لو لم يذكره فإن أصل الآية يقتضي ما أراد من إثبات الإمامة ... إلخ، وإن لم يعد ذكره.
وقوله: وهذا إن صح ما حكاه أي أن الإمام # لم يذكره هنا أي الاستدلال وصح أنه لم يسقط من يد الناسخ ... إلخ، وهذا واضح؛ فتأمّل. تمت من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.