كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[خمسة أوجه في إثبات أن المراد بآية الولاية هو أمير المؤمنين (ع)]

صفحة 334 - الجزء 3

[خمسة أوجه في إثبات أن المراد بآية الولاية هو أمير المؤمنين (ع)]

  وأما قوله [أي فقيه الخارقة]: «يدلك على أن هذه الآية في جميع المؤمنين قوله تعالى في أول الآية: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}⁣[المائدة: ٥١]، وقال بعدها: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ}⁣[المائدة: ٥٧]، فنهانا أن نتخذهم أولياء، وبيّن في هذه الآية من تجب موالاته، ومن يجب علينا أن نتولاه، فقال: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ... الآية}⁣[المائدة: ٥٥]، فأوجب علينا أن نتولى من هذه صفاتهم، لا من صفاتهم الجحد والتكذيب لرسله».

  فالجواب: أن المراد بالآية هو أمير المؤمنين # دون غيره من وجوه: أحدها: إجماع العترة $ على أنه هو المراد بذلك دون غيره، وإجماعهم حجة كما قدمنا.

  وثانيها: أن الله تعالى وصف المؤمنين المذكورين بصفة لم توجد إلا في علي # وهو إيتاء الزكاة في حال الركوع⁣(⁣١)، ولنا في صحة ذلك طريقان: أحدهما:


(١) قال ¦ في التعليق: قال أبو القاسم الحاكم الحسكاني، قال أبو مؤمن: لا خلاف بين المفسرين في نزول هذه الآية في أمير المؤمنين علي. تمت (شرح أساس). وروى المرشد بالله بإسناده عن علي # (أنه تصدق بخاتمه وهو راكع فنزلت فيه هذه الآية: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ} ... إلخ [المائدة: ٥٥]، وستأتي رواية الإمام لهذا الخبر آخر الكتاب. وروى المرشد بالله أيضاً عن ابن عباس قال ÷: «الحمد لله الذي جعلها فيَّ وفي أهل بيتي: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ} ... إلخ». تمت من (الأنوار) له. وستأتي روايات المرشد بالله # في أن الآية: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ} ... إلخ، نزلت في علي عن علي من أربع طرق من طريقة الحسن بن زيد بن الحسين، ومن طريقة أبي خالد عمرو بن خالد، ومن طريقة الباقر وأخيه زيد، ومن طريقة الأصبغ بن نباته. وكذا عن ابن عباس من أربع طرق، وفي أحدها: أنه ÷ خرج المسجد فسأل من أعطاك؟ فقال: ذاك القائم، وأومى إلى علي، فكبر ÷ وتلا: {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ٥٦}⁣[المائدة]. انتهى.

وأخرج نحو رواية المرشد بالله التي في آخرها تلاوة الآية رزين العبدري من رواية النسائي عن عبدالله بن =