كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر من روى نزول الآية: {إنما وليكم الله} من المحدثين وكلام ابن تيمية]

صفحة 339 - الجزء 3

  فعميتا، يقول: «عَلِيٌّ قائد البررة، وقاتل الكفرة، منصور من نصره، مخذول من خذله». أما إني صليت مع رسول الله ÷ يوماً من الأيام صلاة الظهر فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد، فرفع السائل يده وقال: اللهم اشهد أَنِّي سألت في مسجد رسول الله ÷ فلم يعطني أحد شيئاً؛ وكان علي راكعاً، فأومى إليه بخنصره اليمنى، وكان يتختم فيها، فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم من خنصره، وذلك بعين النبي ÷.

  فلما فرغ من صلاته رفع رأسه إلى السماء فقال: «اللهم إن موسى سألك فقال: {رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ٢٥ وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ٢٦ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي ٢٧ يَفْقَهُوا قَوْلِي ٢٨ وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي ٢٩ هَارُونَ أَخِي ٣٠ اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ٣١ وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ٣٢}⁣[طه]، فأنزلت عليه قرآناً ناطقاً: {سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا}⁣[القصص: ٣٥] - اللهم وأنا محمد نبيك وصفيك، اللهم فاشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واجعل لي وزيراً من أهلي، علياً اشدد به ظهري».

  قال أبو ذر: فما استتم رسول الله ÷ الكلمة حتى نزل عليه جبريل # من عند الله تعالى فقال: «يا محمد اقرأ، فقال: وما أقرأ؟ قال: اقرأ: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ٥٥}⁣[المائدة](⁣١).


(١) قال ¦ في التعليق: وهذا الحديث رواه الحاكم الحسكاني عن أبي ذر بهذا السند ليحيى بن الحسن البطريق، قال الحاكم: حدثنا أبو الحسن محمد ابن القاسم الصيدلاني، قال: حدثنا أبو محمد عبدالله بن أحمد الشعراني ... إلخ كما في (شواهد التنزيل). وكذا قد مرّ للإمام بسنده إلى الثعلبي عن أبي الحسن أيضاً. وروى ما في هذا الحديث من الدعاء محمد بن سليمان بسنده إلى أسماء بنت عميس عنه ÷، وزاد فيه «وأشركه في أمري ... إلخ». وأخرجه عنها أحمد بن حنبل تمت شرح تحفة لابن الأمير.

وروى حديث ابن سلام المرشد بالله #، عن ابن عباس، ويأتي للإمام آخر الكتاب طريقه إلى المرشد بالله. وروى حديث ابن سلام أيضاً الحاكم الحسكاني بإسناده عن جابر وعن ابن عباس من ثلاث =