كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر من روى نزول الآية: {إنما وليكم الله} من المحدثين وكلام ابن تيمية]

صفحة 340 - الجزء 3

  وهذا السبب نرويه من غير هذه الطريق عن رزين العبدري، وقد مر من صحيح النسائي، عن ابن سلام، ومن مناقب ابن المغازلي عن ابن عباس، من أربع طرق، ومنه عن علي # ولا يمتنع أن تكون النون في هذه الآية نون العظمة قال الله تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ}⁣[يوسف: ٣]، وهو تعالى واحد، وقوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ}⁣[الحجر: ٩]، وقد ذكره سبحانه في آية المباهلة بلفظ الجمع: {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ}⁣[آل عمران: ٦١]، لأنه نفس رسول الله ÷ وذكر سبحانه الزهراء & بلفظ الجمع وهي واحدة⁣(⁣١).

  وإذا حصل الاتفاق على أن هذه الآية مختصة بهم $، وأنهم الذين ظهروا للمباهلة؛ فكذلك لا يمتنع أن يكون لفظ الجمع مستعملاً في حقه #؛ لمثل هذا الوجه، وقصاراه أن يكون مجازاً، وقد دللنا على جوازه إذا دل عليه دليل وبينا مثاله.

  والوجه الثالث: هو أن الآية واردة على وجه لا يصح أن تكون عامة في جميع


= طرق، ورواه الكنجي بسنده إلى المرشد بالله. وقال: روى معناه ابن عساكر بطريقين. تمت من مناقبه. وقال: رواه الخوارزمي. وقال في (الجامع الصغير) قال ÷: «من كنت وليه فعلي وليه». أخرجه أحمد وابن ماجه عن البزار، وأحمد عن بريدة، والترمذي، والنسائي، والضياء، عن زيد بن أرقم. انتهى.

(١) قال ¦ في التعليق: ومثل: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ}⁣[آل عمران: ١٧٣]، والمراد بالناس الأول: نعيم بن مسعود، وبالثاني: أبو سفيان. ذكر هذا في (الكشاف). ومثل قوله {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا} ... إلخ [المنافقون: ٧]، فإن المراد بصيغة الجمع عبدالله بن أُبَيِّ بنقل المفسرين ذلك، ذكره في (الكشاف) وغيره. تمت (أساس وشرحه). ومثل قول الله تعالى: {فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ ٢٣}⁣[المرسلات]. وقد قالوا [أي المخالفون] إن قوله تعالى: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ} ... إلخ [النور: ٢٢]، نزلت في أبي بكر، بل روى الفقيه أن قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى} ... إلخ [الأنبياء: ١٠١]، نزلت في عثمان! وفي التفاسير المراد بها عيسى ~ جواباً على ابن الزبعرى.