كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[حمل آية الولاية على جميع المعاني يدخل الإمامة]

صفحة 345 - الجزء 3

[حمل آية الولاية على جميع المعاني يدخل الإمامة]

  ثم قال: «وأما قول القدري [أي محيي الدين]: لو حملنا لفظة ولي على جميع المعاني، من: النصرة، والمودة، والملك للتصرف؛ لدخل في ذلك معنى الإمامة وزيادة عليه - فنقول⁣(⁣١) له: ومن سلم لك حمله على علي #، فضلاً عن حمله في حقه على جميع المعاني».

  فالجواب: أنا قد بينا أنه يجب حمله على أن المراد بقوله [تعالى]: (الذين آمنوا) هو علي # لأدلة ثلاثة:

  أحدها: أنه قد بطل حملها على جميع المؤمنين؛ لأن ذلك يتنافى فكيف يكون كل واحد ولياً ومولياً عليه؟

  والثاني: إجماع العترة على أنه # المراد به دون غيره.

  والثالث: النقل المستفيض في ذلك، واعتبرنا في صحة النقل بما روينا من الأخبار الصحيحة، وقد قدمنا شيئاً منها مسنداً.

  مَنْ ذَا بِخَاتَمِهِ تَصَدَّقَ رَاكِعاً ... وَأَسَرَّها في نَفْسِهِ إِسْرِارَا

  مَنْ كانَ سَمَّاهُ الْمُهَيْمِنُ مُؤْمِناً ... في تِسع⁣(⁣٢) آياتٍ نَزَلْنَ كِبَارَا


(١) القائل فقيه الخارقة.

(٢) التسع الآيات هي قال تعالى:

١ - {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ ١٨}⁣[السجدة].

٢ - {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ٥٥}⁣[المائدة].

٣ - {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ١٩}⁣[التوبة].

٤ - {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ٢٩}⁣[الفتح].

٥ - {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ٩٦}⁣[مريم].

٦ - {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ =