كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر من اعترف بحق أهل البيت (ع) من بني العباس]

صفحة 177 - الجزء 1

  هم والله المعلنو التقى، والمنشرو الهدى، والمعلمو الجدوى، الناكبون عن الردى، لا لُحُظ⁣(⁣١) ولا جُحُظ⁣(⁣٢) ولا فُظُظ غلظ، وفي كل موطن يُقُظ، هاماتُ هاماتٍ، وساداتُ ساداتٍ، غيوثُ جاراتٍ، وليوثُ غاباتٍ، أولو الأحساب الوافرة، والوجوه الناضرة، ما في عودهم خَوَر، ولا في زندهم قِصَر، ولا في صفوهم كدر.

  ثم ذكر الحسن والحسين @ فهمل منه دمع العين، في حلبة الخدين، كفيض الغربين، ونظم السمطين وَهَى⁣(⁣٣) من القرطين، ثم قال: هما والله كبدري دجى، وشمسي ضحى، وسيفي لقاء، ورمحي لواء، وطودي حجا، وكهفي تقى، وبحري ندى، وهما ريحانتا رسول الله ÷ وثمرتا فؤاده، والناصران لدين الله تعالى، وُلدا بين التحريم والتحليل، ودرجا بين التأويل والتنزيل، رضعا لِبَان⁣(⁣٤) الدين والإيمان، والفقه والبرهان، وحكمة الرحمن، سيدا شباب أهل الجنة، ولدتهما البتول الصادقة بنت خير الشباب والكهول، وسماهما الجليل، ورباهما الرسول، وناغاهما جبريل، فهل لهؤلاء من عديل.

  بررة أتقياء، ورثة الأنبياء، وخزنة الأوصياء، قتلتهم الأدعياء، وخذلتهم الأشقياء، ولم ترعوِ الأمة من قتل الأئمة، ولم تحفظ الحرمة، ولم تحذر النقمة، ويل لها ماذا أتت، ولسخط مَنْ تعرضت، وفي رضى مَنْ سعت.

  طلبت دنيا قليل عظيمها، حقير جسيمها، وزاد المعاد أغفلت، إذا الجنة أزلفت وإذا الجحيم سعرت، وإذا القبور بعثرت، ولحسابها جُمعت، ويل لها ماذا حُرِمَتْ، عن


(١) اللحظ: النظر بمؤخر العين. أفاده من المختار.

(٢) جحظت عينه من باب خضع عظمت مقلتها ونتأت. تمت من المختار.

(٣) وهى: أي سقط. تمت.

(٤) اللبان بالكسر كالرضاع، يقال: هو أخوه بلبان أمه، ولا يقال بلبن أمه، واللبان بالضم: الكندر. تمت من المختار.