كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر من اعترف بحق أهل البيت (ع) من بني العباس]

صفحة 178 - الجزء 1

  روح الجنان ونعيمها صُدِفَتْ، وعن الولدان والحور غُيِّبت، وإلى الجحيم صُيّرت، ومن الضريع والزقّوم أُطعمت، ومن المهل والصديد والغسلين سُقيت، ومع الشياطين والمنافقين قرنت، وفي الحديد والأغلال صُفّدت، ويل لها ما أتت.

  ثم هملت عيناه وكثر نحيبه وشهيقه.

  فقلت: يا أمير المؤمنين يشفيك ما صار إليه القوم.

  فقال: نعم إنه الشفاء، ولكني أبكي لأشجان وأحزان تحرّكها الأرحام، وقال:

  لا تقبل التوبة من تائب ... إلا بحب ابن أبي طالبِ

  حبّ علي لازم واجب ... في عنق الشاهد والغائبِ

  أخو رسول الله حِلْف الهدى ... والأخ لا يُعْدل بالصاحبِ

  لو جمعا في الفضل يوماً لقد ... نال أخوه رغبة الراغبِ

  بعد علي حبّ أصحابه ... ما أنا بالمزري ولا العايبِ

  إن مال عنه الناس في جانب ... ملت إليه الدهر في جانبِ

  جاءت به السنة مقبولة ... فلعنة الله على الناصبِ

  حبهمو فرض علينا لهم ... كمثل حج لازم واجب

  وبه قال: أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، قال: حدثنا أبو الفرج عبد الواحد بن نصر المخزومي المعروف بالببغاء، وكتبته بإملائه، قال: كنتُ بصور في بيتي في سنة نيف وخمسين وثلاثمائة عند أبي علي محمد بن علي المستأمن، وإنما لقب بذلك لأنه استأمن من عسكر القرامطة إلى أصحاب السلطان بالشام، وهو على حماية البلد فجاءه قاضيها أبو القاسم بن أبان - وكان شاباً أديباً، فاضلاً جليلاً، واسع المال، عظيم الثروة - ليلاً، فاستأذن عليه فأذن له، فلما دخل عليه قال له: أيها الأمير قد حدث الليلة أمر ما لنا بمثله عهد وهو أن في هذه البلد رجلاً ضريراً يقوم كل ليلة في الثلث الأخير فيطوف