[عودة الفقيه إلى دعوى سكوت أمير المؤمنين في زمن المشائخ والرد عليها]
  ÷ بالكف عن أهل بيته $، ولما ذكره العباس ¥ أن قريشاً يلقى بعضهم بعضاً بوجوه تسايل ويلقوننا بوجوه باسرة ... الخبر.
  وكذلك قول العباس ¥: إنك تغدو وقد ألقيت لنا في قلوب القوم إحناً(١)؛ فقال: «لن يبلغوا الخير حتى يحبوكم لله ولقرابتي، أترجو سلهب(٢) شفاعتي، ويحرمها بنو عبدالمطلب»(٣).
= مستكرهاً» فقال أبو حذيفة: أنقتل آباءنا وإخواننا وعشائرنا ونترك العباس؟! والله لئن لقيته لألحمنه السيف. تمت شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (١٤/ ٣٤٦).
(١) إحَن جمع إحنة: وهي الحِقْد والضغن. تمت معجم.
(٢) سلهب: قال الإمام المنصور بالله في شرح الرسالة الناصحة ص (٧٠٤): سلهب هؤلاء هم حي من أحياء مراد.
(٣) قال ¦ في التعليق: ومن حديث عنه ÷: «والله إن شفاعتي لتنال حي حا وحكم وصدأ وسلهب». رواه الطبراني عن عمَّار، وابن عمر، وأبي هريرة. تمت من (نثر الدر) [(حا وحكم): قبيلتان من قبائل اليمن. ذكره السمهودي (ص ٢٧١) ولعل صدأ وسلهب قبيلتان أيضاً].
قوله ÷: «والله لا يبلغون الخير أو الإيمان حتى يحبوكم لله ولقرابتي» أخرجه الخطيب وابن عساكر عن أبي الضحى عن ابن عباس، وأخرجاه عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة. تمت (تفريج)، وسيأتي ما يشهد له. تمت.
وروى ابن ماجه، والطبراني، وأحمد، والبيهقي، والترمذي، وابن أبي عاصم، وابن مِنْدَة، وعمر الملا الموصلي، والحاكم، وأبو نعيم، والبغوي، والروياني في صحيحه، ومحمد بن نصر، وغيرهم: (ان العباس أتى رسول الله ÷ وهو مغضب فقال: يا رسول الله، ما لنا ولقريش؟! فقال: ما لك وما لهم؟! قال: يلقى بعضهم بعضاً بوجوه مشرقة فإذا لقونا لقونا بغير ذلك. وفي لفظ: إنك تركت فينا ضغائن منذ صنعت - أي بقريش والعرب -. وفي لفظ: يا رسول الله، إن قريشاً إذا لقي بعضهم بعضاً لقوهم ببشر حسن، وإذا لقونا لقونا بوجوه لا نعرفها.
وفي لفظ: إنه ما ذاك إلا أنهم يبغضوننا، فغضب ÷ حتى استدر عِرْق بين عينيه، فلما أسفر عنه قال: «والذي نفس محمد بيده لا يدخل قلب امرءٍ الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله ... الحديث» [أخرج حديث: (لا يدخل قلب امرء الإيمان ... إلخ): الترمذي (٥/ ٦٥٢) رقم (٣٧٥٨) والطبراني في الكبير (٢٠/ ٢٨٥) رقم (٦٧٤) وأحمد في المسند (١/ ٢٠٧) رقم (١٧٧٢) والفضائل (٢/ ٩١٩) رقم (١٧٦٠) والنسائي في الكبرى (٥/ ٥١) رقم (٨١٧٦) والحاكم في المستدرك (٣/ ٣٧٥) رقم (٥٤٣٢)].
وفي لفظ: «أو قد فعلوها؟!، والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدهم حتى يحبكم لحبي».
=